الاثنين، 31 يناير 2022

انتقال يوسف بلايلي إلى بريست الفرنسي

 يوسف بلايلي ينضم إلى بريست الفرنسي

Youssef Belaili rejoint Brest

يوسف بلايلي يمضي في برست


انتقل اللاعب الدولي الجزائري إلى صفوف نادي بريست الفرنسي، وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا حديثة ليوسف بلايلي بعد توقيعه لنادي بريست، هذا وقد كان يوسف بلايلي بدون نادي منذ كأس العرب الاخيرة التي أبان فيها ابن الخضر عن مستوى عال، هذا وتجدر الاشارة إلى أن بلايلي سيلعب مع هاريس بلقبلة زميله في المنتخب الوطني كان قد اجرى تجربة سابقة مع ناد فرنسي وهو" أنجي" لكنها لم تكلل بالنجاح بعد التهميش الذي تعرض له هناك.


ترى هل سينجح يوسف بلايلي ابن الباهية وهران في بريست  الفرنسي؟


السبت، 22 يناير 2022

نموذج طلب رسالة استقبال 2

نموذج رسالة طلب رسالة استقبال 2 



Monsieur :................... 
Enseignant & doctorant en ..............
Mob :................................
E-mail :............................



Objet : Demande d’octroi d’une lettre d’accueille. 


Monsieur

J’ai l’honneur de venir très respectueusement, solliciter de votre haute bienveillance d’étudier la possibilité de me délivrer une lettre d’accueille pour une bourse de court durée pour que je puisse avoir des informations et enrichir mes connaissance ainsi pour que je puisse profiter des ouvrages disponible au niveau de votre établissements et ce dans le cadre de la finalisation de thèse de doctorat en chimie pharmaceutique (option :Analyses physico-chimiques , contrôle de qualité et synthèse de substances bioactives)
Mon thème de recherche est le suivre :
Recherche et détermination structurale de molécules bioactives de plantes sahariennes – Activités biologiques 
Enseignant à la faculté des sciences exactes - département de chimie . Université de .............. -1-, inscrit en 2ème année Doctorat, spécialité (...................................) pour l’année en cours, je souhaite recevoir cette lettre version scannée et une autre par poste dans la mesure du possible avant le .../..../2014, date limite arrêtée par le conseil scientifique de notre faculté.

Dans l’attente d’une réponse que j’espère favorable, veuillez agréer Monsieur, l’expression de mes sentiments distingués.
NB: la prise en charge (hebergement.restauration.transport .assurance) pendant les séjours est sur moi même.


نموذج رسالة استقبال -MODELE DE LETTRE D’ACCUEIL

نموذج رسالة استقبال -MODELE  DE  LETTRE  D’ACCUEIL



يبحث كثير من الطلبة والباحثين عن نموذج رسالة استقبال في الجامعات، ونقدم لكم هنا نص الرسالة باللغتين العربية والفرنسية



MODELE  DE  LETTRE  D’ACCUEIL



LETTRE  D’ACCUEIL



Je  soussigné(e),   Nom  et  Prénoms :…………………………………………………………………………

Grade :……………................................………………………………………………………

Structure  de  rattachement :…………………………………………………………........................................

Co-encadreur  de  la  Thèse  Algérienne  de  Doctorat  de Mme, Melle, Mr……………………………………………………………………………………………………………………………..

Etablissement  universitaire  ou  de  recherche  d’accueil :……..(Université, Ecole, Centre de Recherche, Laboratoire de Recherche, etc…)

Tél :…………………………………Fax :……..………………..Emaïl :…………..……………………………………..

Atteste

Accueillir dans mon laboratoire de recherche    

Mme,  Melle,  Mr…………………………………………………………………………………………………………...  

pour une  durée  de ………. mois à  compter  de  Octobre 2021.

et ce  dans  le  cadre  de  la  finalisation  de  sa  thèse  algérienne de Doctorat  encadrée par  Mr ,Mme ……………………………………………………………………………………………………………... 

Grade  …………………………Tél :………………………. Fax : ……..………………………………………………..

 E-maïl :…………..………………………………………………………………………………………………………..…

Ayant pour sujet :…………………………………………………………………….(intitulé de la thèse).

Etat d’avancement des travaux de recherche du doctorant (%) : ……………………………………………………………………………………………………………………………………

Ce  déplacement  du  doctorant  s’inscrit  dans  le  cadre  du  programme national exceptionnel PNE   au  titre  de  l’année  universitaire  2021-2022.

Fait  à…... ……. le………………………


Visa  du  Co-Encadreur                                     Visa  du  Directeur  du  Laboratoire  de  Recherche

                  Sceau  de  l’établissement  d’accueil







نموذج لرسالة إستقبال

المؤسسة الجامعية أو هيئة البحث المستقبلة بالخارج


رسالة إستقبال

أنا الممضي أسفله؛ السيد (ة): ................................................................................................................

الرتبة العلمية: ...........................................................................................................................................

الهيئة المستخدمة: ........................................................................................................................................

المشرف على أطروحة الدكتوراه الجزائرية للمرشح(ة): ………………………………………………..

المؤسسة الجامعية أو هيئة البحث المستقبلة: .................. (جامعة، مدرسة عليا، مركز بحث، مخبر ...)   

الهاتف: .................. الفاكس: .............. العنوان الإلكتروني: ...................................................................


يـــشـــهـــد:


على الموافقة لإستقبال داخل الهيئة التابعة لنا السيد(ة): ............................................................................ 

لمدة ……… شهر ابتداء من 01 أكتوبر 2021………………………………………………………

و ذالك في إطار إنهاء أطروحة الدكتوراه الجزائرية المؤطرة من طرف :

السيد (ة): ............................................................................................................................................

الرتبة العلمية: ............ الهاتف: ........ الفاكس: …………………………………………….……………… 

العنوان الإلكتروني: ………………………………………………………………………………………………

الموسومة بعنوان…………………………………………………………………….………….. :

نسبة تقدم أعمال البحث للمرشح (%):………………………………………………...………

يندرج تنقل المرشح(ة) في إطار برنامج الوطني الاستثنائي للسنة الجامعية2021 -2022

حرر في ..............  بتاريخ ...............

تأشيرة المشرف بالخارج                    تأشيرة مدير هيئة البحث المستقبلة

                                               (الختم الرسمي للمؤسسة)


الأديب الناقد الدكتور محمد مصايف حياته وآثاره

(الأديب الناقد الدكتور محمد مصايف  حياته وآثاره)

محمد مصايف

 

الأستاذ: فوزي مصمودي
باحث في التاريخ المحلي والوطني (بسكرة)

 

  • ما دفعني إلى تناول شخصية الأديب الناقد الدكتور محمد مصايف ومسيرته النضالية وحركيته الأدبية وبصماته التي التي تركها في تاريخ الأدب الجزائري المعاصر ومساهمته في تطور النقد، دفعني إلى ذالك التجاهل الكبير الذي تعرض له الأستاذ مصايف بعد وفاته، من طرف بعض أصدقائه وتلامذته، فلم يعقد باسمه ملتقى ولم تتسم به مؤسسة تربوية أو معهد جامعي، لاسيما أن الرجل قد قضى في جامعة الجزائر أزهى أيام عطائه الأدبي كأستاذ للنقد.... الى آخر يوم في حياته وهو19 جانفي 1987، مما دعا بالأستاذ محمد ساري ان يصرخ يوما من خلال صحيفة (الشروق اليومي) جاهرا بصوته “من يتذكر محمد مصايف “.
  • لذالك واجهتني العديد من العراقيل في سبيل إعداد هذه المحاضرة او الدراسة وخاصة نقص المراجع التي تتناول شخصية مصايف وقلة الكتابات حوله . باستثناء ما كتبه الأستاذ الموقر (محمد ساري) في مجلة (الثقافة) (1) وصحيفة (الشروق اليومي) (2) ودراسة الدكتور نسيب نشاوي بمجلة (الثقافة) (3) والأسطر القليلة التي كتبت حوله في (معجم المؤلفين) (4) للمؤرخ الأستاذ عمر كحالة و(موسوعة  العلماء والأدباء الجزائريين) (5) للأستاذ رابح خيدوسي التي شاءت القدرة الإلهية أن أكون معه في صفحة  واحدة من هذه الموسوعة .
  • شيء من حياته: 
  • شاءت الأقدار الإلهية آن يرى أستاذنا محمد مصايف النور في أول أكتوبر 1924 ببلدة جباله (دائرة ندرومة)، وككل أترابه من أبناء الشعب الجزائري في تلك الفترة الحرجة وليل الاستعمار الحالك وانحصار التعليم في وسط ضيق، فقد التحق بكتاب قريته، حيث تمكن من إجادة حفظ القرآن الكريم، وهذا في القرية المسماة (أولاد العباس) بعد ذالك سلمه أهله إلى فقيه القرية المعروف باسم (طالب محمد) حيث درس على يده اللغة العربية والنحو والصرف إلى جانب مبادئ الدين الإسلامي الحنيف.
  • وفي حدود عام 1943 وفي عز الحرب الكونية الثانية وعمر مترجمنا تسع عشرة سنة التحق بمدرسة التربية والتعليم وهي مدرسة عربية حرة تابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بمغنية، حيث سمحت له هذه الفرصة التمكن من اللغة العربية والاطلاع على التاريخ الجزائري والعربي إلى جانب الحساب والرياضيات.
  • وقد لبث في هذه المدرسة الى غاية 1946 تاريخ تغيير مسار الحركة الوطنية.
  • ولم يكتف الأديب مصايف بما قدم له من علوم ومعارف في هذه المدرسة العريقة بل شد الرجال الى جامع القيروان العامر بفاس (المغرب الأقصى) من عام 1946 الى عام 1949 ...  وهنا بدأت المتاعب تلاحقه من طرف الإدارة الاستعمارية التي تفطنت لانضمامه  إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية بفاس، لكنه لم يمنح لها فرصة متابعة تحركاته، حيث هاجر إلى تونس في سبيل الدراسة بجامع الزيتونة بتونس الذي ظل منتسبا إلى دروس إعلامه يوم كان عامرا إلى غاية عام 1951.
  • بعد عودته من تونس عام 1951 وجد مدرسته (التقدم) العربية الحرة في انتظاره للإشراف على إدارتها وتسيير شؤونها والتدريس بها رفقة شلة من المعلمين الذين حلموا لواء مقارعة العدو الفرنسي بسلاح القلم والتربية والإعداد.
  • بعد اندلاع الثورة التحررية المظفرة سارعت الإدارة الفرنسية إلى القبض عليه وإغلاق مدرسته (التقدم) (6) التي خرجت عشرات التلاميذ المتشعبين بالروح الوطنية والمتزودين بالإيمان وبالقضية الجزائرية، وسرعان ما أطلق سراحه لعدم ثبوت أدلة ملموسة تدينه، مما اضطره عام 1955 إلى الهجرة الى باريس عله يجد مناخا مناسبا للنضال والعمل الوطني في سبيل الجزائر.
  • بعد الاستقلال عاد الدكتور مصايف الى أرض الوطن ليساهم في بناء وطنه وارساء ثوابته التي ناضل من اجلها رجالات الحركتين الوطنية والاصلاحية ومات من اجلها مليون ونصف المليون من الشهداء وعلى رأسها قضية التعريب التي ظلت تؤرق كيانه حتى لحق بربه.
  • ولكن ميول أستاذنا مصايف الأدبية لم تتفتق الا بعد احتكاكه بالأساتذة المشارقة الذين وفدوا الى الجزاائر في بداية الاستقلال من اجل المساهمة في عملية التربية  والتعليم وخاصة بجامعة الجزائر التي التحفق بها في بداية عام 1965 كما يذكر ذلك الدكتور نسيب نشاوي (7) وكانت خاتمتها حصوله على شهادة الدكتوراه بكلية الادب عام 1972. وقد تناول من خلالها (جماعة الديوان) التي رات النور بعد طباعتها في 1974 بمطبعة البعث بقسنطينة.
  • وكتتويج لهذا الانجاز ولتطوير أدائه الاكاديمي فقد إلتحق الاستاذ مصايف بجامعة القاهرة لتشرف الدكتورة سهير القلماوي على رسالته (النقد في المغرب العربي). كما اثرت هذه المرحلة على مساره الادبي وخاصة في مجال النقد.
  • وانا اغوص في شخصية الدكتور محمد مصايف وتتبع مسيرته وانتاجه الادبي، وقفت ان بدايته الاولى في عالم النشر لم تبدا سوى في عام 1967 وعمره(43 سنة) وأول مقال ظهر له كان بيومية (الشعب).
  • وقد ترك الفقيد محمد مصايف بعد هذه الرحلة العلمية العديد من المؤلفات المطبوعة وقليل منها مازال مخطوطا، ومن هذه الاعمال التي شغلت الساحة الادبية واحدثت ضجة في اوساط النقاد والمتتبعين للحركة الثقافية بالجزائر ولعلى اهمها:
  • 1- جماعة الديوان في النقد: وهي عبارة عن رسالة دكتوراة الحلقة الثالثة في جامعة الجزائر، وقد طبعت عام1974 بقسنطينة.
  • 2- النقد الادبي الحديث في المغرب العربي من اوئل العشرينيات الى اوائل السبعينيات، قامت بنشره الشركة الوطنية للنشر والتوزيع بالجزائر في طبعة ثانية عام 1984، يضم الكتاب (466 صفحة) من القطع المتوسط، وهو عبارة عن رسالة دكتوراة من جامعة القاهرة تحت اشراف الدكتورة القلماوي تلميذة  الدكتور طه حسين، ومناقشة الاستاذ عبد العزيز الاهواني والاستاذ محمد زكي العشماوي وذلك عام 1976 وقد خلص المؤلف من خلال هذا الكتاب الى جملة من القضايا والمواقف الادبية منها:
  • ·       ان النقد الادبي المغربي الحديث ما هو الا امتداد طبيعي للنقد بالمشرق العربي 
  • ·  مطالبته بعض النقاد الواقعيين في المغرب العربي في وضوح الى الاصالة في الابداع الفني وعدم الانسياق وراء المذاهب والاشكال الفنية الوافدة.
  • ·       توضيح موقف نقاد المغرب العربي من موسيقي الشعر.
  • 2- فصول في النثر الجزائري الحديث: وهي عبارة عن دراسات ووثائق قام بنشر الكثير منها في بعض الجرائد الوطنية خاصة يومية (الشعب) ثم عمل على جمعها وطبعها في كتاب مستقل عام 1974 اما الطبعة الثانية فكانت عام 1981 بالجزائر في (209 صفحة).
  • 3- في الثورة والتعريب قامت بنشره الشركة الوطنية للنشر والتوزيع عام 1981 في طبعة ثانية 
  • 4- الرواية العربية الجزائرية بين الواقعية والالتزام: قامت بنشره الدار العربية للكتاب بتونس بالتنسيق مع الشركة الوطنية للنشر والتوزيع بالجزائر عام 1983 في (315 صفحة).
  • 5- النثر الجزائري الحديث: نشر من طرف المؤسسة الوطنية للكتاب بالجزائر في العام 1983 في (158صفحة) .
  • 6- المؤامرة: وهي الرواية الوحيدة على ما اعتقد للاستاذ مصايف وقد ذكر الدكتور نسيب نشاوي _(8)
  • استاذ مساعد في جامعة عنابة ان للأستاذ محمد مصايف ثلاثة مؤلفات أخرى مخطوطة ولاادري ان كانت قد طبعت ام لا، وتتمثل اساسا في:
  • 1- المناهج النقدية المعاصرة.
  • 2- احاديث في الادب والنقد.
  • 3- عن الثورة الفلسطينة: وهو عبارة عن مقالات نشر اغلبها في الصحافة الوطنية.
  • مصايف الناقد:
  • يعد الدكتور محمد مصايف احد مجددي النقد الادبي المعاصر بالجزائر رفقة الدكتور عبد الله ركيبي والدكتور ابي القاسم سعد الله والدكتور صالح خرفي والدكتور محمد ناصر....الخ.
  • الا ان الاستاذ مصايف يتميز بمنهج خاص في مجال النقد، وفد ابانه في العديد من كتاباته ودراساته النقدية، ويتمثل اساسا في:
  • 1- اعتماده الاعتدال والموضوعية والوسطية وعدم الانسياق خلف العاطفة او الاراء المسبقة حول نص ادبي معين رافضا التطرف والهجوم المفتعل المبني على الخلفيات..... وقد كتب يوما في جريدة الشعب: “منالاصول المستحبة والاديان والمرغب فيها في الفلسفة مسألة "الاعتدال"، والاعتدال كما هو مطلوب في الاكل واللباس والنفقة والضحك والكلام. هو مستحب أيضا في التفكير والتعبير عن التفكير.(9).
  • 2- عدم معرفته لشخصية صاحب النص، وانما كان تعامله مع النص مباشرة، ولدى دراسته للمجموعة القصصية (الكاتب وقصص أخرى) للاديب عبد الحميد بن هدوقة قال: فأنا لاأعرفه شخصيا ولا سبق له ان عرفني فيما اعتقد، ولهذا فسيكون حديثي عن مجموعته الجديدة حديثا ادبيا لا تؤثر فيه صداقة ولا خصومة(10)
  • 3- عدم استعمال المصطلحات التي كانت شائعة في وقته كمصطلح (الالتزام) ويذكر الاستاذ ساري (11) ان الاستاذ محمد مصايف اعطى مصطلح (الالتزام) تعريفا خاصا به يختلف عن تعريف كل من المدرسة الواقعية والماركسية والوجودية السارترية.
  • 4- عدم التقيد بإيديولوجية معينة في مجال النقد ، حيث كان يأخد من القيم الانسانية ومن ايجابيات المدارس الادبية الاخرى.
  • 5- كما اشترط – مترجمنا – العديد من المميزات التي يجب ان تكون في شخصية الناقد (12) على اساس انها ستنعكس على العملية النقدية منها على الخصوص.
  • ·       الثقافة الواسعة والاطلاع على جميع مناهج النقد الادبي القديم والمعاصر العربي والغربي.
  • ·       الموضوعية والاتزان والتركيز والاخلاص والابتعاد عن الانفعال والتسرع في اصدار الاحكام.
  • ·  اعتماد عدة قراءات للنص وتجنب قراءة واحدة فقط. واعتباره دراسة النص والحكم عليه بعد قراءة واحدة : “مخاطرة شديدة ومزلق قد يؤدي بصاحبه الى تمويه العمل الادبي تمويها كليا “
  • انها –ايها السادة- آراء ومواقف يمكن ان تكون مدرسة ادبية قائمة بداتها، وسنترك هذا الامر للأساتذة المتخصصين في النقد الادبي.
  • من مواقفه: 
  • الى جانب كل هذا فقد  كانت للأديب الناقد محمد مصايف اراء اتجاه العديد من القضايا الوطنية والمسائل التي تطرح من حين لآخر:
  • 1- قضية اللغة العربية:
  •  في بداية الاستقلال انبرى الاستاذ مصايف رفقة ثلة من الغيورين على ثوابت الجزائر في الدفاع عن اللغة الوطنية والتعريب، -رحمه الله- في صف الداعين الى التمكين لها من خلال مقالاته التي كان ينشرها بجريدة (لشعب) اضافة الى احاديثه الاداعية كبرنامجه الاسبوعي في القناة الاولى (الصحافة الادبية في اسبوع) وفي مجال الابداع فقد اعتبر اللغة العربية لغة مقدسة وليس للأديب الجزائري  سوى ان يكتب بالعربية الفصحى سواء شعرا او نثرا وخاصة ان لغة القرآن لغته وهي جزء من كيانه وشخصيته وهويته وقد حاول في كتابه (الثورة والتعريب) لبيان ان اللغة العربية اداة الادب الراقي واداة التعليم والبحث والتواصل والتفاهم بين ابناء الامة،، تحمل حضارة الامة الموغلة في اعماق التاريخ 
  • 2- العامية والفصحى :
  • من بين القضايا الثقافية التي طرحت للمناقشة وسال حولها حبر كثير واحتلت اعمدة الصفحات الادبية قضية الفصحى والعامية خاصة في المسرح والحوار القصصي.
  • وكعادته وقف موقفا معتدلا من هذه المسألة الشائكة التي مازالت قائمة الى اليوم .
  • فهو يرى انه لابد من الاستفادة من "اللغة الدارجة" وهكذا اعتبر "الدارجة" لغة شريطة تعريبها ورفعها الى مستوى قريب من الفصحى.
  • وبمقابل ذالك اعاب على الذين يتقعرون في كتاباتهم وينتقون الالفاظ والمصطلحات اللغوية الصعبة التي يتعذر على الكثير فك رموزها وطلاسيمها مقترحا في نفس الوقت لغة تكون في متناول الطرفين واطلق عليها إسم (اللغة الفصحى المبسطة)
  • 3- مصايف والتاريخ الوطني 
  • ايقن الاستاذ مصايف ان الشعب الجزائري رغم حصوله على الاستقلال الا ان رواسبه وتبعاته مازالت تتغلغل في اوساط المجتمع وعلى رأسها مشكلتا "اللغة" و"التاريخ" .
  • وقد ثارت ثائرته عندما علم بحجر كتاب (التاريخ الوطني) في مناء الجزائر والمكتوب بالغة العربية وعدم وصوله الى ايدي الناشئة، وضم صوته الى صوت الاديب صالح خباشة وكتب في ذالك مقالا لجريدة الشعب وقد نقد الاستاذ محمد ساري جزءا من هذا المقال الذي افتتحه بقوله : (لست هنا اريد ان احدد المسؤولية في هذه القضية الى صوت .....الأخ خباشة وان اعمل معه ومع غيره من المخلصين للعروبة والشخصية الجزائرية على ان تجتهد السلطات في رفع مثل هذه الحوادث الظاهرة والخفية امام عودة شعبنا الى اصله ومنابعه الحضارية .
  • الرجل المتواضع :
  • من الصفات الخلال الحميدة التي تميز بها الدكتور محمد مصايف وشهادة العديد من معارفه وتلامذته، صفة التواضع وعدم الكبر، منطلقا من الحديث النبوي الشريف “من تواضع لله رفعه“ 
  • وقد اتضح ذالك جليا في كتابه (فصول في النقد الادبي الجزائري الحديث) عندما تعرض بالدراسة الاسلاميات محمد العيد آل خليفة حيث قال : “وقد يكون من الخير بل من الشفقة على نفسي ان اعترف من الان بأنني لست ممن يزعمون لانفسهم المقدرة والخبرة في الادب وانني من هؤلاء الذين يقرؤون النصوص الادبية ويجتهدون في فهمها وتذوقها ليس غير“
  • وكان هذا الاستاذ مصايف – ابن ندرومة العريقة – فلم يدع لنفسه احتكار العلم واساليب النقد ومدارسه واتجاهاته وكان  -رحمه الله- يرد على خصومه بكل ادب واحترام دون اعتماد اسلوب تجريح اشخاصهم بل كانت ردوده وتعقيباته تتجه مباشرة صوب النص. 
  • الهوامش
  • 1-محمد ساري النقد الادبي عند محمد مصايف، مجلة الثقافية، الجزائر: 109، جويلية-اوت1995م
  • 2-محمد ساري من يتذكر محمد مصايف الشروق اليومي الجزائر عدد : 370،الثلاثاء، 22 جانفي 2002، الموافق ل08 ذو القعدة 1422هـ
  • 3نسيب نشاوي النقد الادبي عند الدكتور محمد مصايف (1924-1987) مجلة الثقافة، الجزائر، عدد 116، السنة الثالثة والعشرون 1998 
  • 4- عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين 
  • 5- رابح خيدوسي والاخرون ،موسوعة العلماء والأدباء الجزائريين دار الحضارة الجزائر 2002 .
  • 6- بعد اندلاع ثورة نوفمبر 1954 سارعت الادارة الإستعمارية الى غلق جميع المدارس الحرة ومعهد ابن باديس بقسنطينة 
  • 7- نسيب نشاوي، النقد الادبي عند الدكتور محمد مصايف مرجع سابق.
  • 8- نسيب نشاوي، مرجع سابق 
  • 9- محمد مصايف، حديث اليوم. يومية (الشعر) الجزائر، 15/10/1970 
  • 10- محمد مصايف، دراسات في الادب والنقد المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر 1988 ص 127 
  • 11- محمد ساري، من يتذكر محمد مصايف، مرجع سابق 
  • 12- محمد ساري النقد الادبي عند محمد مصايف، مجلة (الثقافة) مرجع سابق.
  • 13- محمد مصايف، دراسات في النقد ص28.
  • 14-نسيب نشاوي مرجع سابق.
  •  


الدولة الموحدية : مقال للمراجعة

الدولة المــوحـديـة



ظهور المهدى بن تومرت:
  •          لم تـنعـم «دولة المـرابـطيـن» بــالهـدوء والاستقرار منذ ظهور الداعيـة «مـحمـد ابـن تـومـرت» عــلى مسرح الأحداث، وقد نشـأ «ابن تومرت» نشـأة دينيـة بقبيـلة «هرنمـة» إحدى قبائل المصامدة، ولكن ما تلقاه مـن عــلوم فــى وطـنه لم يَرْوِ ظـمــأه، فسـافر إلى المراكز الثقـافيـة المشهورة بـالعـالم الإسـلامـى، وبدأ رحلاته إلى «الأندلس» فى مطلع القرن السادس الهجرى، ثم إلى المشرق مارَّا بالإسكندرية، ومنها إلى «مكـة» ثم إلى «بغداد» حيث التقى هناك بأكابر العلماء أمثال «أبى بكر الطرطوشـى»، واستغرقت رحـلته فى طلب العلم نحو خمسة عشر عـامًا مكنته من التزود بقدر كبير من الثقافة والمعرفة، وتعرُّف أحوال العالم الإسلامى، ومدى انقسام المسلمين وفرقتهم بالمشرق. وبعد أن عـاد إلى «المغرب» بدأ دعوته بمدن المغرب محـاولاً إصـلاح الأوضــاع الفــاسـدة وتـغيـيرهــا. فـوجـدت دعـوتـه قبولاً وترحيبًا من الجمـاهير، ورفضًا شديدًا من الحكـام؛ إذ رأوهـا خطرًا يهدد مصالحهم ومراكزهم.
  • والتـقـى «ابن تومرت» خـلال هذه الرحـلة بعبد المـؤمن بن عـلى الذي أصبح من أخـلص تـلاميذه، وصاحبه فى كل مكان يذهب إليه، ثم دخل «ابن تومرت» العـاصمة «مراكش» فى منتصف ربيع الأول سنة (515ه=1121م)، وقـام بدوره فـى الوعظ والإرشـاد، واعترض عـلى سيـاسـة الدولة فــى بـعض الأمور، فوصـل خبره إلى الأمير «عـلى بن يوسف» الذى استدعاه، وجمع كبار العلماء والفقهاء لمناظرته. وانتهـى الأمر بطرده من العـاصمـة خشية التأثير على العامة وإضعاف مراكز الفقهـاء. وكـانت الحصـافة السياسية تقتضى سجن هذا الداعية أو التـحفـظ عــليه لخطورته عـلى الدولة، وهو مـا تحقق عقب مغـادرة «ابـن تـومـرت» «مراكش»، إذ أعـلن عن نيـاته فـى مواجهـة السـلطـة الحــاكـمـة، وخـلعه الأمير «عـلى بن يوسف»، وبـايعه مَن حوله إمـامًا للدعوة الجديدة فـى سنـة (515هـ/ 1121م)، واتخذ من مدينة «تينملل» مـقرا له، ومـركـزًا لدعـوتـه، وشـرع فــى تـحقـيق أهدافه السيـاسيـة والدينيـة لإقـامة خلافة إسلامية بالمغرب، ولم يدخر فى ذلك وُسعًا ولا وسيـلة إلا استغلها، وعمد إلى نشر دعوته بين السذج، وألَّف لهم فى التوحيد والعقيدة بـلغتهم البربريـة حتـى يسهـل عليهم التعلم، ويسهل عليه السيطرة عليهم، ومن ثم باتت له الكلمة العليا فى كل شئونهم.
  • وفاة ابن تومرت [524هـ/ 1130م]:
  • شــارك «ابـن تـومـرت» فــى الكفـاح المسـلح ضد «دولة المرابطين»، وتـذكـر المـراجـع أنـه اشـترك فــى تـسع غـزوات، وكــانـت مـعركـة «البحيرة» التـى أصيب فيهـا الموحدون بالهزيمة هى السبب الرئيسى فــى خيبـة أمـل «ابن تومرت» ومرضه؛ حيث قتـل فيهـا عدد كبير من أتباعه، ولكن بقاء تلميذه ومساعده «عبد المؤمن بن على» على قيد الحياة كان سببًا فى تخفيف هذه الصدمة، ومع ذلك لزم «ابن تومرت» داره، واشتد عـليه مرضه، وفـارق الحيـاة فـى سنة (524هـ/ 1130م)، وخلَّف وراءه حربًا مشتعلة على أرض «المغرب الأقصى» .  
  • عبد المؤمن بن على:
  • حمـل «عبد المـؤمن» أعباء الدعوة عقب وفاة أستاذه، وشُغل بتنظيم شـؤون المـوحـدين، مدة عـام ونصف العـام، ثم شرع فـي الكفـاح ضد المرابطين فـى منطقـة «الأطلس» جنوبى «مراكش» فى «وادى درعة» و«بــلاد السـوس» و«بـلاد جـاحـة» القريبـة من «تينمـلل»، ثم استولى المـوحـدون عــلى «مـراكـش» عــاصـمـة المرابطين في سنـة (541هـ/ 1146م)، بعد كفـاح دام أكثر من عشر سنوات كـان النصر فيهـا حليفًا للموحدين.
  • وقـد نجح «عبد المـؤمن» فـي إحكـام قبضته وسيطرته عـلى «المغرب الأقصـى» بعد سقوط دولة المرابطين بسقوط عـاصمتهم «مراكش»، ثم وجه اهتمـامه إلى الشرق، وبعث بحمـلاته المتتـابعة التى وصلت حتى «طـرابــلس» بــإفـريـقيــة، فـســاعـد هذا النصر عـلى تحقيق الوحدة السيـاسيـة للمغرب الإسلامى، وتلقب «عبدالمؤمن» بلقب خليفة، واتخذ من «مراكش» عـاصمـة للخـلافـة، ثم شرع في تجهيز حملة كبيرة لدفع النصـارى عن مدن «الأندلس» فـي سنـة (556هـ/ 1161م)، إلا أن مرضه حال دون إتمام هذه الحملة، ومات في سنة (558هـ/ 1163م).
  • يوسف بن عبد المؤمن:
  • بويع «يوسف» في سنة (558ه= 1163م)، ليكون خلفًا لوالده. ومـا إن استقر فـي العـاصمـة حتى واجهته ثورة «مرزدغ الصنهاجى» بجبـال «غمـارة»، فنجح فـي القضـاء عليها وتفريق أعوانها، ثم أمر بقتل «مرزدغ»، وحمل رأسه إلى العاصمة «مراكش». ووجـه «ابـن عـبد المــؤمـن» جُلَّ جـهوده إلى دعـم ســلطــة المـوحدين بـالأندلس، وبعث بـالحمـلات المتتـابعـة إليها، وخرج على رأس إحداها فـــي سـنـــة (566ه= 1170م)، لتــأمـين ثـغور «الأنـدلس» وضـبطـهــا وإصـلاحهـا، ثم خرج فـي سنة (579ه= 1183م) على رأس حملة كبيرة إلى «الأنـدلس» لغـزوهـا، إلا أنه أصيب بسهم عند أسوار «شنترين»، فـأسرع الجند بحمـله والعودة به مصـابًا إلى «مراكش»، فقضـى نحبه في سنة (580ه= 1184م).
  • المنصور الموحدي:
  •        ولى «يعقوب بن يوسف بن عبد المـؤمن» خلفًا لوالده في سنة (580ه= 1184م)، ولقب نفسه بـالمنصور، وتوزعت جهوده العسكرية في أكثر من ميدان؛ حيث قامت ثورة بزعامة «الجزيرى» الذى أخذ يدعو لنفسه بـين القبـائـل فـي سنـة (585ه= 1189م)، فقضـى عـليهـا «المنصور» وقتل زعيمها، ثم قامت ثورة أخرى ببلاد «الزاب» بزعامة رجل يدعى «الأشــلّ» فــي سنـة (589هـ = 1193م)، فكـان مصيرهـا الفشـل مثـل سابقتها.
  • أمــا ثـورة «بنـي غـانيـة»، التـي استهدفت إحيـاء «دولة المرابطين» والدعـاء للخـلافـة العبـاسيـة عـلى المنـابر بـإفريقيـة، فكـانت الخطر الحـقيـقــي الذي هدد «دولة الموحدين»، فوجّه «المنصور» إليهـا كـل جهوده للقضـاء عـليها، وعلى الرغم من تكرار المحاولة فإنه لم ينجح في القضاء عليها نهائياًّ.
  • وقـد أولى «المنصور» «الأندلس» اهتمـامه وعنـايته، ودخـل فـي عدة معـارك مع الإفرنج؛ كـانت أبرزهـا معركـة «الأرك» في سنة (591ه= 1195م)، تـلك التـي أوقفت زحف النصارى، وزادت من هيبة الموحدين ومكـانتهم بـالشمـال الإفريقـي، ثم أصيب المنصور بوعكة صحية أدت إلى وفاته في سنة (595هـ = 1199م).
  • الناصر الموحدى:
  •       تولى «النـاصر أبو عبد الله محمد بن يعقوب» خـلفًا لوالده «المنصور»، فحدثت فـي عهده بعض التطورات السيـاسيـة والعسكرية التي انتقلت بـدولة المـوحـديـن مـن مـرحــلة القـوة والسـيـادة إلى مرحـلة الانهيـار والسقوط؛ حيث تمكن فـي بدايـة حكمه من القضـاء عـلى ثورة «بنـى غـانيـة» بـإفريقيـة التي دخلها في سنة (598ه= 1202م)، وعاد منها فـي سنـة (604ه= 1207م)، بعد أن ولى عـلى «إفريقيـة» «أبا محمد عبد الواحد بن أبـى حفص» أحد أشيـاخ الموحدين، فعكف «ابن أبـى حفص» عـلى معـالجـة شئون «إفريقية»، ودعم سلطان الموحدين بها، إلا أن ولايــة «أبــى حـفص» كــانـت البدايـة لقيـام «دولة الحفصيين» بتونس؛ حيث استقل أبناؤه - بعد ذلك - بها وأسسوا ملكًا مستقلاً. وقد فُجع الموحدون بهزيمـة قـاسيـة بـالأندلس فـي معركـة «العقاب» التـي راح ضحيتهـا عدد كبير من الجند، ممـا أضعف «دولة الموحدين» وأفـقدهـم هـيبـتهـم، وأُصيب «النـاصر» بـالمرض، وتوفـى فـي سنـة (610ه= 1213م).
  • وقد عرف الانهيار والضعف طريقهما إلى «دولة الموحدين» عقب وفاة «النــاصـر»، ودخــلت الدولة مـرحـلة من الفوضـى، والصراع بين أفراد البـيت المـوحـدى، فـضــلاً عـن انـدلاع الثورات والقـلاقـل في أمـاكن متعددة، وظـل هذا حـالهـا حتى سنة (668ه= 1269م)، التي قتل فيها «أبـو دبـوس» آخر خـلفـاء الموحدين أمـام أسوار العـاصمـة «مراكش» التـي دخـلهـا «المرينييون» وقضوا على «دولة الموحدين». وقد تولى عقب وفاة «الناصر» عدد من الخلفاء الضعاف، هم:
  • 1 - أبو يعقوب يوسف الثاني المستنصر بالله [611- 620ه].
  • 2 - أبو محمد عبد الواحد المخلوع [620- 621ه= 1223- 1224م].
  • 3 - أبو محمد عبد الله العادل [ 621 - 624هـ = 1224- 1227م ].
  • 4 - المأمون أبو العلاء إدريس ابن يعقوب المنصور [624- 630ه= 1227- 1233م].
  • 5 - أبو محمد عبد الواحد الرشيد [630 - 640ه= 1233- 1242م].
  • 6 - أبـو الحـسن عــلى السـعيـد المـقتـدر بــالله [640 - 646ه= 1242 -1248م].
  • 7 - أبو حفص عمر المرتضى [ 646 - 665هـ = 1248 - 1267م ].
  • 8 - أبـو العـلاء إدريس الثـانـي (المعروف بـأبـي دبوس) [665 - 668ه=1267 - 1269م].
  • العلاقات الخارجية:
  • انحصرت عـلاقـات الموحدين الخـارجيـة فـي جبهتين همـا: «الأندلس»، و«الخلافة العباسية».أمـا «الأندلس»، فقد استولى عـليها الموحدون مع غيرها من المدن من المـرابـطيـن، وســاروا عــلى نـهج مـن سـبقـهم فـي التصدي لعدوان النـصـارى، وأعدوا الحمـلات، وخـاضوا المعـارك من أجـل تحقيق هذا الهـدف، ولكـن هـزيـمتـهم فــي مـعركـة «العقـاب» فـي عـام (609ه= 1212م)، كـانت بدايـة انحسـار نفوذهم عـلى أرض «الأندلس»، ومن ثَم بدأت القوى النصرانية تحقق انتصاراتها حتى زالت «دولة الموحدين».
  • وقـد اخـتــلف مـوقـف المـوحـديـن مـن الخــلافـة العبـاسيـة عن موقف المـرابطين؛ حيث لم يعترف الموحدون بـالعبـاسيين، واعتبروا أنفسهم خـلفـاء، وأن مركز الخـلافـة مدينة «مراكش»، وليس «بغداد»، ودعموا خـلافتهم بـالادعاء بأن «ابن تومرت» و«عبد المؤمن» من نسل الرسول عن طريق «الأدارسـة»، واتخذوا اللون الأخضر شعـارًا لهم كي يظهروا ميلهم إلى الدعوة العلوية، وتشبهوا بالرسول في تصرفاته وأفعاله.
  • الأوضاع الحضارية في دولة الموحدين:
  • أولا: السلطة العليا في البلاد:
  •        عمد ابن تومرت تنظيم أصحـابه فى نظام إدارى معين، وعلى قمة هذا التـنظـيم الإدارى هـيئــة العـشرة التـى تختص بـالعظيم من الأمور، ولم يـتركـهم «ابـن تـومـرت» إلا وقد عهد إلى «عبد المـؤمن بن عـلى» أن يتولى خلفًا له قيادة الموحدين.
  • وقد بويع «عبد المؤمن» بيعتين: بيعة خاصة، وبيعة عامة، أما الخاصة فـكــانـت عـقب وفــاة «ابن تومرت» (524ه= 1129م)، واقتصرت هذه البيعة على أهل الجماعة. وأما العامة فكانت في سنة (527ه= 1132م) على أرجح الأقوال. وقد اتخذ خـلفـاء الموحدين الوزراء لمعاونتهم في إدارة شئون البلاد، وأصـبح للخــليـفــة وزير أو أكثر، وكـان اختيـار الوزير يتم عـادة من الأسرة الحاكمة أو من أسر وقبائل معينة، ثم أصبح الوصول إلى هذا المـنصـب يـتم وفقًا لصفـات وشروط يجب أن تتوافر فيمن سيقع عـليه الاختيار لهذه المكانة.
  • وقد تولى عدد من أفراد أسرة الخلافة منصب الوزارة، منهم: «عمرو» ابن الخـليفـة «عبد المـؤمن»، وهو أول وزير من أسرة الخلافة، و«أبو حفص بن عبد المؤمن» أخو الخليفة «يوسف». واختير عدد من الوزراء من أسرة «بنـى جـامع»، وقبيـلة «هنتـاتـة»، وقـبيــلة «كـومـيـة»، وأشهر وزرائهم عـلى التوالى هم: «أبو العـلاء إدريـس بـن إبراهيم بن جـامع»، و«أبو عمر بن أبـى زيد الهنتـانـى»، و«عبدالسلام بن محمد الكومى». 
  • وهناك وزراء أهَّلتهم صفاتهم ومواهبهم لتولى هذا المنصب، مثل: «أبى جعفر أحمد بن عطية».
  • ثانيًا: النظام الإدارى:
  •        اسـتعـان الموحدون فـي بدايـة عهدهم بـأشيـاخهم فـي تولي أقـاليم الدولة، ثـم أنـشـأ الخـليفـة «عبد المـؤمن» بمراكش مدرسـة جمع فيهـا أولاده وثــلاثــة آلاف طــالب مـن قبـائـل المصـامدة، وزوَّدهم بمختـلف العــلوم، وأشـرف عـلى تعـليمهم إدارة شئون البـلاد، وتدريبهم عـلى شـؤون الحـرب والقـتــال، فــلمــا أتـموا تـعـليمهم استبدلهم بـأشيـاخ الموحدين فـي تولى السـلطـة بـأقاليم الدولة، ثم عين أبناءه بعد ذلك على الأقاليم.
  • الدواوين:
  • اهتم الموحدون بـإنشـاء الدواوين المختلفة ويأتي في مقدمتها ديوان الإنشـاء الذي يختص بـالمراسيم السـلطـانيـة والرسـائـل الموجهة إلى الولاة والقضـاة، ولذا حشد له الخـلفـاء نخبـة ممتازة من أدباء المغرب والأنـدلس، ثـم يــأتــي بعده «ديوان الجيش» الذي يتفرع إلى ديوانين لكـل منهما اختصاصه. كما كان هناك «ديوان الأعمال المخزنية» الذي يشرف عـلى تحصيـل الأموال العـامـة، وعلى إنفاقها، ويراقب العمال والمشرفين ويحاسبهم.
  • الشرطة:
  •         كـانت الشرطـة من المنـاصب الإداريـة المهمة التي اهتم بها الموحدون، وظهر ذلك فـي عهد «يوسف بن عبد المؤمن» الذي زود المدن المغربية بنخبـة ممتـازة من الرجـال للسهر عـلى أمنهـا وحمـايتهـا، كما خُصص للأسواق رجال من الشرطة لحمايتها من اللصوص والمتسللين.
  • النظام القضائى:
  •        اتخذ الموحدون نظـامًا قضائيًّا مشابهًا لنظام المرابطين، وحرص خلفاء المـوحدين عـلى تعيين كبـار القضـاة بـأنفسهم، وأحـاطوهم بـالهيبـة والجــلال، وجعـلوهم نوعين، همـا: قضـاة المدن المغربيـة، وقـاضـى الجمـاعـة بالعاصمة، وكان قاضى الجماعة أعظم رتبة ومنزلة من بقية القضـاة، وهو يوازي قـاضـى القضـاة بـالمشرق، وكان مقصورًا على قاضى «مراكش» وقاضى «قرطبة» ويتم تعيينه من الخليفة مباشرة. ومُنح القضـاة الحق فـي مراقبـة جميع العمـال والولاة، وجمع بعضهم بين وظـائف القضاء والكتابة والمظالم، كما جمع بعضهم بين وظيفتي القضاء بالمغرب و«الأندلس».
  • الحياة الاقتصادية في دولة الموحدين:
  •         نعمت البـلاد بـالرخاء الاقتصادي في عهد الموحدين؛ إذ وضعوا نظامًا مـاليـاًّ دقيقًا، تمثـل في الإدارة المشرفـة عـلى الجوانب المـاليـة في الجبـايـة والإنفـاق، فضـلا عن وجود دواوين للمـال بالعاصمة، وديوان للمـال بكـل إقـليم يختص بماليته، وأفرد الموحدون دارًا للإشراف على النـواحـي المـاليـة، كمـا استحدثوا منصب الوزير المسؤول عن الشئون المـالية أطلقوا عليه اسم «صاحب الأشغال»، ومهمته استخراج الأموال وجمعهـا وضبطهـا، وتعقب نظر الولاة والعمال فيها، ثم تنفيذها على قدرهـا وفى مواقيتها، وكان يعاون صاحب الأشغال رؤساء الدواوين المالية بالدولة.
  • فـوفرت هذه المصـادر إلى جـانب الزكـاة وخمس الغنـائم أموالا كثيرة لخـزيـنــة الدولة، أُنـفق معظمهـا عـلى إعداد الجيش فـي البر والبحر، ودفـع مـرتـبــات الوزراء ورجـال البـلاط والحشم والقضـاة والفقهـاء، وكذلك فـي الإنفـاق عـلى الطـلبـة المنتظمين بـالمدرسة التي أنشأها الخـليفـة «عبد المـؤمن»، كمـا أنفق منهـا عـلى إنشاء المدن والقصور والحصون وغيرها من المنشآت.
  • وأصدر الموحدون عملة نقدية من الدنانير والدراهم. وقـد اهـتم المـوحـدون بــالزراعــة وشجعوا المزارعين عـلى استغـلال الأرض، ووفروا لهم الميـاه اللازمـة للزراعـة، فتوافرت محـاصيل القمح والشـعيـر، والقـطن، وقـصب السـكر، وغير ذلك من المحـاصيـل، كمـا نعمت البـلاد بأصناف الفواكه المتنوعة مثل: العنب والتفاح والكمثرى، وغـيرهــا، وانتشرت الغـابـات بـالبـلاد، وتوافر بهـا شجر الأَرْز والزان والبلوط.
  • ونشطت الحركـة الصنـاعيـة، وتوافرت المراكز الصنـاعيـة بالبلاد، مثل مـديـنــة «فــاس» و«مـراكـش»،وغـيرهــا مـن المدن التـي تنوعت بهـا الصـنــاعـات وضمت: صنـاعـة الصـابون، والتطريز، والدبـاغـة، وسبك الحديد والنحاس، وصناعة الزجاج، والفخار، وغير ذلك من الصناعات. وازدهرت التجـارة في الداخل والخارج، وكثرت المراكز التجارية التي أولاهـا الموحدون عنـايتهم، وشيدوا بها عدة أسواق، كما شيدوا بها الفنـادق، كما ساهمت «مكناسة» فى دعم ازدهار التجارة حيث كانت مـحطــة للمـسـافرين يبيعون ويشترون بهـا، فضـلاً عن وجود عدد من الأسواق العامرة والتجارات المختلفة بها.
  • وتمتعت البـلاد بنهضـة تجـاريـة خارجية، لوجود شبكة من الطرق التي ربـطت المدن المغربيـة بغيرهـا من المراكز التجـاريـة، فضـلاً عن وجود عدد من الموانئ المطـلة عـلى «البحر المتوسط» و«المحيط الأطلسي».
  • وكـانت محطـات للسفن المحمـلة بـالبضـائع القـادمة أو الخارجة منها، فتنوعت الصادرات مثل: القطن والقمح والسكر، وكذلك الواردات مثل: الذهب وبعض أنواع النسيج البلنسي، والعطر الهندى.
  • ولعـب مينـاء «سبتـة» عـلى «البحر المتوسط»، ومينـاء «سـلا» عـلى «المحيط الأطـلسـي»، دورًا بـارزًا في تنشيط الحركة التجارية في ظل حماية الأسطول الموحدي.
  • الحياة الاجتماعية في دولة الموحدين: 
  •         شكـلت قبائل المصامدة العنصر الرئيس لسكان دولة الموحدين، وقد اسـتقـرت بــالمـنطقـة منذ زمن، واتخذت المعـاقـل والحصون والقـلاع، وشيدت المبـانـي والقصور، وامتهن أفرادهـا الزراعـة وفلاحة الأرض، ولم يحـاولوا الهجرة من أرضهم، بـل تمسكوا بهـا، ودافعوا عنهـا ضد أي محاولة للاعتداء أو الاستيلاء عليها. أمـا العنصر الثـانـي من سكـان «دولة الموحدين» فهم العرب الهـلاليـة الذيـن ظهروا عـلى مسرح الأحداث، وعمد الموحدون إلى تهجيرهم من «إفـريـقيــة» إلى «المـغرب الأقـصــى»، ليتخـلصوا من ثوراتهم، كمـا استخدموهم فـي عمـليات الجهاد بالأندلس، فأقبلت أعداد كبيرة منهم إلى «المغرب الأقصـى»، وانتقـلت أعداد أخرى إلى الإقـامـة بالأندلس من خـلال الحمـلات التـي قـام بهـا الموحدون هناك، ثم حدد الموحدون إقامة بعض القبائل.
  • وقد تمتع العرب الهـلاليـة بمـا يتمتع به جند الموحدين، وأقطعهم ولاة الأمر بعض الأراضـي، وأنفقوا عليهم النفقات الكبيرة، وأغدقوا عليهم بــالعـطــايــا حتـى يوفروا لهم الاستقرار ويبعدوهم عن الفتن وإثـارة القلاقل والاضطرابات.
  • ونــالت المـرأة حـظهــا مـن التـكريـم والإنـصـاف والاحترام فـي «دولة الموحدين»، وأتـاحت لهـا الظروف أن تنـال حظـا من العـلوم المختلفة، وقسطًا من ثقافة العصر وأدبه، وبرزت الكثيرات من النساء مثل: «زيـنب» بـنت الخــليفـة «يوسف بن عبد المـؤمن»، والشـاعرة العـالمـة «حفصة بنت الحاج الركونية»، و«فاطمة بنت عبد الرحمن». وعـاش أهـل الذمـة فـي أنحاء متفرقة من البلاد، وكانت لهم أحياؤهم بالعاصمة «مراكش» وبمدينة «سجلماسة»، وكانوا يشتغلون بالبناء.
  • البناء والتعمير:
  • اهـتم المـوحـدون بــالبـنــاء والتـعمـير بــالمغرب و«الأندلس»، وحظيت «مراكش» و«الربـاط» وغيرهمـا من المدن المغربيـة بكثير من المنشآت الموحديـة، وأنشـأ الخـليفـة «عبدالمـؤمن» «مدينـة الفتح»، كمـا شيد المـسـاجد والقصور فـي أنحـاء متفرقـة من البـلاد، وكـان «المنصور» مولعًا بالعمارة، فشهدت البلاد نهضة معمارية استمرت طيلة عهده.
  • الحياة الفكرية: 
  • شـهدت «بــلاد المـغرب» حـركــة فكريـة نشيطـة فـي عهد المرابطين، واسـتمـرت كـذلك فـي عهد الموحدين، وسـاعدهـا عـلى ذلك استقرار الأوضــاع بــالبــلاد، والصـلة الوثيقـة بين «المغرب» و«الأندلس»، إلى جـانب رغبـة الكثيرين من أبنـاء «المغرب» فـي طـلب العلم، فضلاً عن تكريم الموحدين للعـلمـاء، والمتعـلمين ووصـلهم بـالعطـايـا، والهبات، والإنفـاق عـليهم، كمـا كـانت الأسس الدينيـة التـي قـامت عليها «دولة المـوحدين» سببًا فـي انتعـاش دراسـة عـلوم الدين، وانتعـاش الحركـة الفكرية.
  • المذهب المالكى: 
  •   شـن «ابـن تـومـرت» حـربًا شـعواء عــلى العـلمـاء والفقهـاء واتهمهم بـالجمود، ولكنه لم يستطع مهـاجمـة المذهب المـالكي الذي رسخ في أذهـان عـامـة الشعب وقـلوبهم، وتحايل على ذلك بإعداد مُؤَلَّف جمع فيه الأحـاديث النبويـة التـي وردت بموطـأ الإمـام «مالك»، وحذف منها معظم الإسناد للاختصار، في محاولة لصرف أذهان الناس عن المؤلفات المــالكـيـة، ثم جـاء «عبد المـؤمن» من بعده وأمر بحرق كتب الفروع، والاقتصـار عـلى الأحـاديث النبويـة. فـلمـا تولى «المنصور الموحدى» عمد إلى محو المذهب المـالكي من البلاد، وجمع كتب المذهب المالكي وحرقهـا، وأمر بجمع الأحـاديث المتعـلقـة بالعبادات من كتب الأحاديث مثل: «البخاري» و«مسلم» وغيرهما، وألزم الناس بدراستها وحفظها، وعـاقب عـلماء المذهب المالكي المتمسكين بتدريسه، وعلل ذلك بميله إلى الرجـوع إلى الكـتــاب والسـنــة والأخـذ بـظــاهـرهمـا، وكراهيته للخـلافـات التـي امتلأت بها كتب الفروع، ولكن علماء المالكية لم يؤثر فـيهـم التـهديد والعقـاب، وظـلوا يكـافحون فـي سبيـل بقـاء مذهبهم وتـدريـسه، فـسُجـن بـعضـهم مـثــل «ابن سعيد الأنصـارى»، وتُوفـى بعضهم نتيجـة التعذيب مثـل: «أبـى بكر الجياني المالكي»، ومع ذلك نجح هـؤلاء العلماء في إبقاء هذا المذهب وظل مذهب المالكية راسخًا ببلاد المغرب.
  • العلوم الدينية:
  •       ازدهـرت العــلوم الديـنيــة بدولة الموحدين، وزاد الإقبـال عـلى تفسير القـرآن ودراسته بـاعتبـاره مصدر التشريع الأول للبـلاد، وبرز عدد من المفسرين منهم: «عبد الجـليـل بن موسى الأنصاري الأوسي» المتوفى عــام (608ه= 1211م)، و«أبو بكر بن الجوزي السبتـي»، كمـا لاقـى عـلم القراءات رعـايـة ولاة الأمر، واشتهر فيه: «أبو بكر بن يحيى بن محمد بن خـلف الإشبيـلي» المتوفـى عام (602ه= 1205م)، و«على بن محمد بن يوسف اليابري الضرير» المتوفى عام (617ه= 1220م). أما علم الحديث فقد صار له شأن كبير واهتم به الخلفاء، وأمر الخليفة «عـبد المــؤمـن» بـحرق كـتب الفـروع، وردّ النـاس إلى قراءة الحديث، وأمــلى ابنه «يوسف» وحفيده «المنصور» الأحـاديث بنفسيهمـا عـلى الكُتاب لتوزيعها على الناس، واشتهر «أبو الخطاب بن دحية السبتي» و«ابـن حـبيـش» المـتوفـى عـام (584ه= 1188م)، و«القـاضـى عيـاض السبتـى» بتمكنهم من عـلم الحديث، ووضع بعضهم المصنفات في هذا العـلم، أمـا فـي مجـال الفقه فقد وضع «ابن تومرت» كتابه «الموطأ» على غرار «موطأ الإمام مالك» بعد حذف أسانيده.
  • ومـن أعــلام الفـقه فــي هذا العصر: «عبد المـلك المصمودي» قـاضـى الجـمــاعــة بـمراكـش، و«إبـراهيم بن جعفر اللواتـي» الفقيه المعروف بـالفاسي. ويعد كتاب: «الإعلام بحدود قواعد الإسلام» للقاضي عياض من أبرز مؤلفات هذا العصر الفقهية. وقد نـال عـلم الكـلام عناية الموحدين منذ قيام دولتهم؛ حيث دعا «ابن تـومـرت» إلى دراسـته، واتـهم عــلمــاء المرابطين بـالجمود لتحريمهم دراســة هذا العـلم، وقد اشتهر فـي هذا العـلم: «أبو عمرو عثمـان بن عـبدالله الســلالجــي» المـتوفــى سـنـة (564ه= 1168م)، و«محمد بن عبد الكريم الغندلاوي الفـاسـي» المعروف بـابن الكتاني المتوفى عام (596ه= 1200م).
  • الحياة الأدبية والعلمية:
  •           تــابـعت اللغــة العـربيـة انتشـارهـا بدولة الموحدين، لأنهـا لغـة البـلاد الرسميـة فـي مكـاتبـاتهـا ومعـامـلاتهـا وشئونها، وقد ساعد مجيء العلماء إلى المدن المغربية على انتشار اللغة العربية وازدهارها، كما كـان لقدوم القبـائـل الهلالية إلى«المغرب الأقصى» واستيطانهم بعض منـاطق البلاد أكبر الأثر فى دعم اللغة العربية وانتشارها؛ لتمسك هذه القبـائـل البدويـة باللسان العربي وما فيه من مفردات وتراكيب وبلاغة فـي الأسـاليب. وازدهر الأدب بفرعيه الشعر والنثر، وبـلغ درجـة عالية مـن الرقــي، وكـثرت محـافـله ببـلاد المغرب، وأقبـل ولاة الأمر عـلى تشجيعه ودعمه، وسعـى المغـاربـة إلى المسـاواة بـالأندلسيين الذين يفتخرون بمنزلتهم الأدبيـة، فضـلا عن رغبة المغاربة في الوصول إلى المناصب العليا التي لا يرقى إليها إلا ذوو العلم والأدب.
  • وقـد تـدفـق أدبــاء «الأنـدلس» وغـيرهم عـلى البـلاط الموحدي؛ حيث العـطــايــا والمـنح، وبـرزت مـجمـوعــة مـن الشـعراء منهم: «أحمد بن عـبد الســلام الجـراوي»، و«أبـو عـبد الله مـحمـد بـن حبوس» من أهـل «فــاس»، و«أبو بكر بن مجبر» من «شقورة»، وغيرهم كثير. وكـانت أبرز أغراض الشعر آنذاك هي الوصف والغزل والمدح.
  • حرص خـلفاء الموحدين على تزويد أنفسهم من مختلف الثقافات، لدعم مـوقف دولتهم، التـي قـامت عـلى أسـاس دينـي، ولذا تنوعت ثقـافـة الخـليفـة «عبد المـؤمن»، وأجاد في علوم الفقه والجدل والأصول، كما حفظ الأحاديث النبوية، وأحاط بالنحو واللغة، والأدب، والتاريخ، وعلم القراءات، والأنساب، وتنوعت ثقافة ابنه «يوسف»، حيث حظي بقسط وافر من العـلوم المختلفة حين كان واليًا من قِبل أبيه على «الأندلس»، وكذلك كان «المنصور» عالمًا بالحديث والفقه واللغة.
  • أمـا طبقـات الشعب فقد قـامت المـؤسسـات التعليمية بتثقيفهم، سواء بـالمكتب أو الربـاط أو المسجد أو المدرسـة، وقد قامت المدرسة التي أسسهـا الخـليفـة «عبد المـؤمن» بدور فعّال فـي إثراء ثقـافـة طبقات الشعب؛ إذ جمعت هذه المدرسة بين الدراستين النظرية والعملية. وكــان أبـرز عــلومهـا النظريـة هـي: حفظ القرآن وتدريسه، ودراسـة «موطأ ابن  تومرت»، وحفظ «صحيح مسلم»، أما العلوم العملية، فكانت: ركوب الخيـل والرمـي بـالسهم والقوس، وتعـليم السبـاحـة فـي بحيرة صنعت من أجل ذلك بالمدرسة.
  • المكتبات:
  • سـبقـت الإشــارة إلى ازدهــار التـأليف وكثرة عدد المكتبـات العـامـة والخـاصـة التـي ازدحمت بمئـات الكتب فـي شتى فنون المعرفة بدولة المرابطين، فـلمـا قـامت «دولة الموحدين»، أولى خلفاؤها هذا المجال عنايتهم، وجمعوا الكتب من كل مكان، وحرصوا على اقتنائها. وكـانت هنـاك المكتبـات العـامـة والخاصة إلى جانب مكتبات المساجد والمدارس والزوايا، فضلا عن مكتبة الخزانة العلية التي أنشأها خلفاء المـوحـديـن، وزودوهــا بـالكتب والمراجع من مختـلف العـلوم والفنون للاطـلاع والدراسـة كمـا كـانت هنـاك «المكتبـة الشـارية» بسبتة، تلك المكتبـة التـي أسسها «أبو الحسن على بن محمد الغافقى» المعروف بـالشـارى، وقد جعـلهـا وقفًا على علماء المغرب. وكذلك كانت هناك أعـداد كـثيـرة مـن المـكتـبــات الخــاصـة، ومنهـا: مكتبـة «ابن صقر» المتوفـى (569ه= 1173م) بمراكش، ومكتبـة «عبد الرحمن بن المـلجوم» بـفـاس، ومكتبـة «عبد الرحمن بن موسـى الأزدي الفـاسـى» المتوفـى (605هـ/ 1208م)، وقد باعتها إبنته بأربعة آلاف دينار.


طريقة جديدة للاطلاع على أرباحك من youtube وإدارتها

  طريقة جديدة للاطلاع على أرباحك من youtube وإدارتها 

ارباح اليوتوب


أرسل موقع يوتوب العالمي الشهير مؤخرا رسالة لمستخدميه مفادها أنه بإمكان المنتسبين لفضاء يوتوب والذين يحققون أرباحا من قنواتهم، بإمكانهم الاضطلاع على الأرباح التي يجنونها من الفيديوهات  من على منصة  youtube  ، كما أوضحت الرسالة أن ارباح اليوتوب ستظهر على أدسنس في حساب دفعات منفصل.

وقد جاءت الرسالة كالآتي:

 طريقة جديدة للاطلاع على أرباحك من youtube وإدارتها 

رابط الترشح لمسابقة الدكتوراه 2024-2025

رابط الترشح لمسابقة الدكتوراه 2024-2025  أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اليوم المنصة الخاصة بالتسجيل لمسابقات الدكتوراه للسنة الجا...