محاضرات تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية 1919-1954
المحاضرة الأولى: التيارات الوطنية في الحركة الوطنية الجزائرية
- إن ارهاصات الحركة الوطنية الجزائرية نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 م تزامنت مع مشروع الجامعة الإسلامية الذي سبق وأن طرحه السلطان عبد الحميد الثاني، هذا المشروع الذي هدف الى توحيد المسلمين في جميع أرجاء العالم وبالخصوص الدول والأقطار التي كانت تحت راية الخلافة العثمانية سابقا من أجل مواجهة الهجمة الأوروبية الامبريالية وحركات الاحتلال، لذلك تفاعلت النخب الجزائرية مع هذا المشروع على غرار باقي النخب العربية والإسلامية، ومن بين الشخصيات الجزائرية التي دعت إلى الوقوف مع المشروع نجد: عبد الحليم بن سماية، عمر بن قدور الجزائري، عمر راسم وغيرهم كثير.. ومن بين الأسباب التي جعلت هذا الفكر يتنشر في الجزائر وعامة المغرب العربي نذكر ما يلي:
o التيارات السياسية في الحركة الوطنية الجزائرية
- o تزعم التيار الاستقلالي الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر الجزائري فقد بدأ العمل مبكرا مطالبا بالإصلاحات فقد قدم “لهريو” رئيس وزراء فرنسا عام 1924 مجموعة من المطالب لعل أبرزها:
- o إعطاء حق الانتخاب للجزائريين - الغاء سائر القوانين الجزرية والاستثنائية والمحاكم المختصة والرجوع إلى القوانين التابعة للحق العام - المساوا ة في الحقوق التامة مع الفرنسيين في المسائل العسكرية - الاعتراف بالحق للمسلمين الجزائريين في الوصول إلى كل درجات التوظيف العمومي - تنفيذ قانون التعليم الاجباري على سائر المسلمين وإعطاء الحرية للتعليم العربي الحر - حرية الصحف والتعبير والمؤسسات - اعلان العفو العام عن المساجين والحرية التامة للمسلمين في السفر، وحماية العمال، وفصل الدولة عن الكنيسة وعلى الشرع الإسلامي....الخ
- o من نجم شمال افريقيا إلى حزب الشعب الجزائري (1926-1937):
- o نشير إلى أن الفترة الفاصلة بين حل النجم 1929 وتأسيس حزب الشعب 1937 قد ظهرت تسميات كثيرة له، فالمناضلون كانوا دائما يحاولون إيجاد تغطية مناسبة لإخفاء نشاطهم، فبعد حل النجم نشطوا تحت اسم "جمعية نجم افريقيا الشمالية"، ثم "جمعية نجم افريقيا الشمالية المجيد" بعد ملاحقتهم من طرف الإدارة نشطوا تحت اسم" الاتحاد الوطني لمسلمي شمال افريقيا"، ثم "جمعية أحباب الأمة".
• هي جمعية لمسلمي المغرب والجزائر وتونس تأسست في باريس طبقا للقوانين المصادق عليها في الاجتماع العام المنعقد يوم الأحد 20 جوان 1926 بمركز الجمعية.
• وتهدف إلى تدريب مسلمي الشمال الافريقي على الحياة في فرنسا والتنديد بجميع المظالم أمام الرأي العام.
• ومع عدم انتمائها إلى أي حزب سياسي فهي تلتزم بتأييد كل حزب وكل شخصية سياسية تساعد على تحقيق برنامج مطالبها وقد قررت منذ تأسيسها توحيد العمل مع كامل منظمات الطبقة الشغيلة والفلاحية والشعوب المضطهدة.
• طالبت جمعية نجم شمال افريقيا بمجموعة من المطالب في قانونها من أبرزها:
• الغاء قانون الانديجينا مع جميع توابعه.
• حق الانتخاب والترشح في جميع المجالس.
• الغاء تام وعام لجميع القوانين الاستثنائية والمحاكم الزجرية والمراقبة الإدارية.
• نفس التكاليف ونفس الحقوق كالفرنسيين فيما يخص التجنيد وتوصل المسلمين لنفس الرتب العسكرية والمدنية.
• التطبيق العام لقانون التعليم الاجباري مع حرية التعليم لجميع الأهالي.
• حرية الصحافة والجمعيات، حرية التنقل، فصل الدين عن الحكومة الفرنسية، تطبيق قوانين العفو....الخ.