الخميس، 15 سبتمبر 2022

مواقع التواصل الاجتماعي ودورها في انتاج السلوك الانحرافي لدى الشباب (التيك توك نموذجا)


هدفت هذه الدراسة للكشف عن دور مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص تطبيق "تيك توك" في انتاج السلوك الانحرافي لدى الشباب، فتم تطوير استبانة وزعت إلكترونيا على عينة مكونة من 67 مبحوثا من مستخدمي تطبيق التيك توك، كما تم اعتماد المنهج الوصفي. ثم توصلنا للنتائج التالية: توجد علاقة احصائية بين التيك توك وانتاج السلوك الانحرافي لدى الشباب، وبين غياب الرقابة الأسرية عن التيك توك وإنتاج السلوك الانحرافي لدى الشباب، وبين الرغبة في تحقيق الشهرة عبر التيك توك وإنتاج السلوك الانحرافي لدى الشباب، وتوجد فروق ذات دلالة احصائية في انتاج السلوك الانحرافي لدى الشباب عبر التيك توك تعزى لمتغيرات (الجنس، السن، المستوى التعليمي). 

تيك توك


This study aimed to reveal the role of "Tik Tok" in producing deviant behavior among young people. A questionnaire was developed and distributed electronically to a sample of 67 respondents who used the Tik Tok, and we used the descriptive method. Then we reached the following results: There is a statistical relationship between: the absence of family control over Tik Tok, the desire to achieve fame through Tik Tok, and the production of deviant behavior among young people, and there are statistically significant differences in Producing deviant behavior among young people through Tik Tok due to (gender, age, educational level).


الكلمات المفتاحية

مواقع التواصل الاجتماعي ; التيك توك ; السلوك الانحرافي ; الشباب

 ; Social networking sites ; TikTok ; Deviant behavior ; Young people

من اعداد: رتيمي أسماء ، بخوش أسماء

رابط المقال من هنا:

https://www.asjp.cerist.dz/en/article/191065

الاثنين، 12 سبتمبر 2022

مذكرات الجندي آلان بوليت في عين دم بالجزائر 1959-1961

آلان بوليت. مجند في الجزائر. رسومات ومراسلات 1959-1961. معسكر التجمع عين دم.

افتتاحية سيلفانا ، 2022



في مارس 1960 ، وصل آلان بوليت إلى الجزائر العاصمة. تم تعيينه في 23rd RIMa ، وقد أكسبته جودته كطالب في الفنون الجميلة أن يتم إرساله إلى أكثر الوظائف البعيدة للعمل كمصمم في النوادي والفواييهات. اكتشف في إحدى هذه المنشورات معسكر إعادة التجميع في عين ديم. المراسلات المتبادلة مع زوجته بريجيت ، والرسومات المأخوذة من الحياة تقدم لنا نظرة غير مباشرة على هذا المعسكر. هذه الصور تلاحقه طوال حياته. بعد 60 عامًا ، من خلال التبرع بمكاتباته ورسوماته إلى الأرشيف الوطني لما وراء البحار ، أراد آلان بوليت الإدلاء بشهادته.

210 pages.

Prix : 24 €

الاثنين، 29 أغسطس 2022

النقيب نجادي محمد المدعو سي البكاي

 النقيب نجادي محمد المدعو سي البكاي



من الرعيل الأول للثورة التحريرية بمدينة سبدي بلعباس . واحد مناضلي حزب الشعب النشطين في سنوات الاربعينيات .
ولـد الفقيـد يوم 19 أكتوبر 1922 بمدينة سيدي بلعباس ، ابن معاشو و زوقار خيرة، ترعرع ونشأ في وسط عائلة متوسطة . وكباقي أبناء هذا الوطن العزيز ، التحق بالمدرسة الابتدائية لكن لظروف عائلته المادية اضطر مقاطعة الدراسة ليشتغل كتاجر متجول لمساعدة أسرته.
كان الفقيد ، مناضلا في حزب الشعب منذ 1940 ، ألقي عليه القبض سنة 1950 من طرف الدرك الفرنسي وسجن لمدة ستة (06) أشهر بتهمة الكتابة على الجدران وتوزيع المنشورات.
- الأعمال التي قام بها أثناء الثورة:
بعـد اندلاع الثورة التحريريـة المباركة وبالضبط سنة 1955 ، التحق " سي البكاي " بصفوف جيش التحرير الوطني ، وهذا بعد اتصاله بالشهيد "سي عيسى البوزيدي أو الصايم عبد القادر وضالع قدور المدعو "سي عبد المجيد" ، بغية تكوين خلايا للفدائيين .





شارك الفقيد في عدة معارك و اشتباكات ضد العدو الغاشم ومن بينها كمين نصبه ضد كتيبة التيرايير (RTA) بقيادة النقيب بيرا (Berrin) بناحية مولاي سليسن كان ذلك في شهر ماي 1956، إذ على إثره تم قتل هذا النقيب و بعض من جنوده وغنم الأسلحة والذخيرة.
في سنة 1958 ، يرقى إلى عضو بقيادة المنطقـة الخامسة برتبــة ملازم أول بجانب الشهيد "فراج" وسي عبد الهادي و سي خير الدين، شارك في تنظيم خلايا الفدائيين الذين أعطوا درسا للاحتلال الفرنسي وخاصة معمري منطقة سيـدي بلعبـاس ونواحيـها بالإضافـة إلى عساكر اللفيف الأجنبي 1er Regiment REI) ).
بعد ذلك ، كلف بمهمة بالقواعد الخلفية بالمغرب الأقصى برتبــة ملازم أول ، ثم عضو بمجلس المنطقة الخامسة ثم مسؤول مركز الاستقبال العسكري لوحدات جيش التحرير الوطني برتبة نقيب بالولاية الخامسة .

-الأعمال التي قام بها بعد الاستقلال:
- عين محافظا وطنيا لحـزب جبهـة التحرير الوطني بمدينتي سيدي بلعباس و سعيدة .
ومن المهام الذي شغلها :
- منصب المفتش الجهوي ((OAIC
- عضو بمكتب المنظمة الوطنية للمجاهدين لولاية سيدي بلعباس.
ونظرا لحالته الصحية ، قاطع الحيـاة السياسيـة لينشغـل بعائلتـه.
وافته المنية يوم 16 سبتمبر 2003 بمقر سكناه ، بعد مرض عضال ألزمه الفراش.







نقلا عن صفحة: المتحف الجهوي للمجاهد سيدي بلعباس

الأربعاء، 2 فبراير 2022

طريقة تحليل كتاب

منهجية دراسة كتاب

طريقة تحليل كتاب 
تحليل كتاب


أولا- المقدمة:

يجب أن تكون بعد الانتهاء من دراسة الكتاب لأن الدارس يكون قد اطلع على المحتوى و قد تمرس فيه على أسلوبه ومنهجه بمقارنته بالكتب الأخرى فيعرف أهميته و أصالته، و تتكون المقدمة من ثلاث مفاصل:
1- المفصل الأول خاص بالمؤلف: بإبراز نسبه، نشأته، شيوخه، تلامذته، نشاطاته، مؤلفاته، و منزلة هذا الكتاب بين هذه المؤلفات، وفاته و آثاره (من خلال دراسة كتب أخرى لإخراج ترجمته) مع ذكر أسباب و دوافع تأليف هذا الكتاب، مبرزا ذلك بأمثلة من النص مع التهميش و الإحالة و إدخال آراء أخرى توافق أو تناقض ما ذكر المؤلف، ويمكن ذكر المشاكل التي واجهت المؤلف عند تأليفه هذا الكتاب.

2- المفصل الثاني: 

أ- خاص بعنوان الكتاب: على الباحث إثبات العنوان الصحيح أو الأصلي و الحقيقي للكتاب إن كان له عنوان وصفي مع ذكر تاريخ و مكان تأليفه للكتاب.
ب- خاص بمنهج الكتاب: إذ لا بد من دراسة الطريقة التي عرض بها المؤلف النص عن طريق المقارنة بالنصوص الأخرى وبالتالي التأثير و التأثر بمناهج الكتب الأخرى السابقة و اللاحقة و يمكن ذكر الكتب التي ألفت في نفس الموضوع مع ابراز موارد و مصادر النص و منها الشفوية و المكتوبة، العامة و الخاصة و الاختلافات بين هذه الموارد، و هل كان المؤلف ينقل بالنص أو بالمعنى و كيفية الاقتباس.
3- المفصل الثالث خاص بمنهج الدارس: لا بد من ذكر المنهج و الطريقة التي سار عليها الباحث في دراسته للكتاب لأن لكل نص من النصوص خصوصيته في الدراسة.
ثانيا- محتوى الكتاب: 

موضوعه،تنظيمه و ترتيبه من حيث عناوين الفصول، مدى توازن الفصول و الأبواب مع ذكر تقسيم الكتاب (الخطة، الخاتمة، الملاحق، الفهارس) ثمابراز قيمة الكتاب العلمية و التاريخية، مع شرح الأفكار و مقارنتها مع أفكار كتب أخرى واستنتاج الأحداث و المظاهر الهامة المذكورة في الكتاب، الاقتصادية و السياسية و غيرها.
ثالثا- الخاتمة(خاتمة الباحث أو الدارس): و هي حوصلة أو استنتاجات،آراء، مواقف، نقد لأفكار...
رابعا- هوامش الدراسة: تكون في الأخير بشكل تسلسلي و تتابعي.

مثال:
مقدمة:

  •  إن من فترات تاريخ الجزائر التي تعرضت للطمس و التهميش طيلة الاحتلال، الفترة العثمانية، فرغم طول مدتها التي جاوزت ثلاثة قرون من الزمن، و رغم ما عرفته من انجازات سياسية عسكرية جعلت الجزائر محورا هاما في العلاقات الدولية لمنطقة البحر المتوسط، فإن الفرنسيين اعتبروها عهدا للاستبداد و الظلم سلطه العثمانيون على الجزائريين، و بينوا أنها كانت مرحلة فوضى سياسية و صراع على السلطة، فقد حاول الفرنسيون من خلال هذه الكتابات تبرير احتلالهم للجزائر وتخليص الجزائر من هؤلاء المحتلين كما زعموا، لهذا سعت الجزائر بعد الاستقلال إلى إعادة كتابة تاريخها، كتابة علمية و موضوعية، هادفة من وراء ذلك إلى التخلص من أباطيل وأكاذيب الاستدمار الفرنسي.
  • لقد أنتج المؤرخون و الباحثون الجزائريون العديد من الدراسات حول هذه الفترة من تاريخ الجزائر، سعوا من خلالها إلى إصلاح تلك النظرة و الأحكام السياسية الموروثة عن المدرسة الاستعمارية، و كان هذا الانتاج العلمي والتاريخي متنوعا ومتعددا، فهو يجمع بين الترجمة و التحقيق و التأليف، فقد عرفت المدرسة التاريخية من المؤرخين و المؤرخات في شتى التخصصات، و في طليعة هؤلاء، الأستاذ أو الباحث الدكتور...الذي (التي) كرس حياته لدراسة تاريخ الجزائر خلال العهد العثماني، و من بين كتاباته ندرس (عنوان الكتاب)...ثم نطرح الاشكالية والتساؤلات.
  • - التعريف بالكاتب أو المحقق أو هما معا: اسمه الكامل، نسبه، نشأته، نشاطاته العلمية، مؤلفاته و الاستنتاج...
  • - ذكر دوافع و أسباب التأليف مبرزا ذلك بأمثلة من النص مع التهميش و الاحالة و ادخال آراء أخرى توافق أو تناقض ما ذكر المؤلف، عنوان الكتاب...
  • - تاريخ و مكان تأليف الكتاب، الظروف و الأوضاع السائدة...
  • - مصادر و مادة النص (شفوية، مكتوبة...).


 محاضرات تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية 

المحاضرة 07



تأسيس جبهة وجيش التحرير الوطني 1954

تأسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل(C.R.U.A)  23 مارس 1954

على إثر الصراع القائم بين الطرفين المتصارعين في حركة الانتصار ، ظهرت مجموعة من الشباب تحمل أفكار مخالفة تماما لرؤى الطرفين، وقررت تجاوز ذلك الصراع الذي كاد أن يعصف برصيد نضالي عمره قرابة ثلاثين سنة بدءا من تأسيس نجم شمال افريقيا عام 1926.
أسس الطرف الثالث المكون من هؤلاء الشباب بالتعاون مع أعضاء من اللجنة المركزية للحزب، اللجنة الثورية للوحدة والعمل في 23 مارس 1954، وقد ترأسها محمد بوضياف.
2- مبادئ وأهداف اللجنة الثورية للوحدة والعمل:
كانت للّجنة  نشرة داخلية  سرية تسمى «الوطني-le patriote» ، تنشر فيها مبادئ وأسس الحركة صدر منها ثلاثة أعداد وكانت تباع بمقر الكشافة الإسلامية الجزائرية.
حددت اللجنة الثورية للوحدة والعمل أهدافها لعل أبرزها تتمثل في:
1- اصلاح الحزب ودفعه بقوة الى العمل الثوري الجاد.
2-اصلاح الحزب ووحدة قيادته.
3- التوضيح للقاعدة حقيقة الصراع ومطالبتها الوقوف على حياد.
4- جعل اللجنة الثورية للوحدة والعمل نواة ثورية.
5- عقد مؤتمر تحضره كل الأطراف بما فيها القاعدة وتكوين لجنة لتعمل من أجل التحضير للثورة.

- اجتماع مجموعة الاثنين والعشرين 22

بعد فشل اللجنة الثورية في تحقيق الوحدة بين الطرفين المتصارعين ،وأمام تطور الأحداث داخليا وخارجيا، عزم مؤسسوها للمضي قدما نحو العمل المسلح ، وفي هذا الصدد عقد اجتماع عقد اجتماع بمنزل المناضل إلياس دريش بالجزائر العاصمة في 23 جوان 1954 ، أطلق عليه    في أدبيات التاريخ فيما بعد اجتماع ال 22 وحضر فيه: مصطفى بن بولعيد، العربي بن مهيدي، لخضر بن طوبال، رابح بيطاط، الزبير بوعجاج، سليمان بوعلي، بلحاج بوشعيب، محمد بوضياف، عبد الحفيظ بوصوف، ديدوش مراد، باجي مختار، عثمان بلوزداد، بن عبد المالك رمضان، مصطفى بن عودة، ، عبد السلام حبشي، عبد القادر العمودي، محمد مشاطي، سليمان ملاح، محمد مرزوقي، بو جمعة سويداني، زيغود يوسف.
ترأس الاجتماع مصطفى بن بولعيد، وكان محمد بوضياف مقررا، واشتمل جدول الأعمال على ما يلي:
1- إعطاء لمحة تاريخية على نشاطات المنظمة الخاصة.
2- حصيلة القمع والتنديد بالسلوك الانهزامي لقيادة الحزب.
3- عرض عن الاعمال والنشاطات التي قامت بها المنظمة  الخاصة في الفترة مابين 1950-1954
4- أزمة الحزب وأسبابها العميقة.
5-شرح موقف الجناح الثوري لدى اللجنة الثورية للوحدة والعمل فيما يخص الأزمة بين المصاليين والمركزيين.
6- عرض حول وضعية اندلاع الثورة التحريرية في كل من تونس والمغرب.
7- تقرير ما يجب القيم به مستقبلا.
لجنة  الخمسة- لجنة الستة - لجنة التسعة
وقع نقاش  في الاجتماع حول طرحين: التنظيم ثم التفجير، أو التفجير ثم التنظيم، وقد اختير الطرح الثاني بتأثير من سويداني بوجمعة.
تم انتخاب محمد بوضياف مسؤولا وطنيا، ليعين بدوره فيما بعد لجنة تكون بمثابة النواة الأولى للتنظيم العسكري، وقد عين بدوره في اليوم الموالي كل من: مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد، العربي بن مهيدي، رابح بيطاط، وقد انضم اليهم كريم بلقاسم ممثل منطقة القبائل وتسمى هذه المجموعة لجنة الستة.
كان أحمد بن بلة وحسين آيت أحمد ومحمد خيضر   في القاهرة على اتصالات مع المنسق الوطني محمد بوضياف، لذلك أصبحت لجنة الستة لجنة التسعة، باحتساب الثلاثة الذين سيصبحون يمثلون الوفد الخارجي للثورة.

- تأسيس جبهة وجيش التحرير الوطني:

كان الانشغال المطروح على القيادة هو إيجاد واجهة سياسية لتغطية العمل العسكري والتمثيل، فبالرغم من أعضاء لجنة التسعة لديهم  ميولهم الثورية منذ عهد المنظمة الخاصة، إلا أنهم غير معروفين وطنيا، ومجهولون لدى الرأي العام الجزائري، وقد اتصلت القيادة بالسيد الأمين دباغين كونه شخصية معروفة في الحزب ولدى الرأي العام إلا أنه لم يبد استعدادا لتلك التجربة.
عقدت اجتماعات كثيرة طيلة صائفة وخريف 1954 من أجل رسم الخطوط العريضة المتعلقة بمسار الثورة المسلحة التي ستندلع، وخاصة قضية التسليح، وفي آخر اجتماع بتاريخ     23 أكتوبر 1954 تم اطلاق جبهة التحرير الوطني FLN  وجيش التحرير الوطني ALN  على التنظيم الجديد الذي سيعلن اندلاع الثورة التحريرية ضد فرنسا.

محاضرات تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية: المحاضرة 06

محاضرات تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية: المحاضرة 06



تطور الحركة الوطنية الجزائرية وأزمة حركة الانتصار 1950-1954

هيكلة الحركة من أجل انتصار الحريات الديموقراطية:

يقول بن يوسف بن خدة: ينتمي مناضلو حزب الشعب-حركة الانتصار إلى مختلف فئات المجتمع الجزائري من فلاحين وعمال وحرفيين وعمال الموانئ وموظفين وتجار صغار وطلاب في مرحلتي التعليم الثانوي والجامعي وخرجي المدارس  العربية وبطالين.

يتهيكل الحزب كالآتي: المؤتمر-اللجنة المركزية-اللجنة المديرة(تسمى القيادة    أو المكتب السياسي) ويوجد من بين أعضائها مسؤول معين يتولى الاشراف على المنظمة الخاصة، وتتراوح تشكيلة اللجنة المركزية ما بين 20 و30 عضوا يتم تعيينهم بواسطة الاختيار المشترك بين الأعضاء، أما على المستوى الجهوي نجد:

 الولاية-الدائرة-القسمة الحزبية- الفرع(6مجموعات)-القسمة- المجموعة(6 خلايا)-الخلية(5أعضاء ومسؤول).

نشاط الحزب (حركة الانتصار):

يغطي التنظيم الحزبي القطر كله وقد امتد إلى مناطق الجنوب إلى غاية مدينة المنيعة(غرداية) وكان النشاط السياسي سريا في المناطق التي تتعرض للقمع الشديد  في المناطق الصحراوية الجنوبية وشتى المناطق الأخرى. وغالب ما يكون النشاط السياسي  شرعيا وعلنيا في المدن والقرى الواقعة شمال الوطن. فكان لنشاط الحزب(حركة الانتصار) امتداد واسع في المغرب وتونس وفرنسا ومصر وينخرط كثير من الطلبة فيه من اجل تنشيط الفعاليات والتظاهرات.
سواء كان أعضاء الحزب من الغرب الجزائري أو بلاد القبائل أو الشاوية  أو الصحراء، من العرب أو البربر فإنهم كانوا يدا واحدا يناضلون من أجل قضية واحدة وهي تحرير الوطن، وهو السر في نجاحه.

صحافة ونشاط الحزب(حركة الانتصار):

امتلك الحزب عدة جرائد منذ تاريخ تأسيسه، فدرالية الحزب بفرنسا كانت لديها جريدة »النجم الجزائري» صدرت عام 1947 خلفا لجريدة المغترب التي كانت تصدر عام 1946 بصورة غير قانونية، فظهرت جريدة «الجزائر الحرة» سنة 1949 وكانت اللسان الرسمي الناطق باسم الحزب، وكانت تسحب حوالي 25 ألف نسخ.
لكثرة المضايقات التي كانت تتعرض إليها جريدة الجزائر الحرة كان المناضلون يلجؤون لجريدة  المنار لمحمود بوزوزو التي تبنت خط حركة الانتصار كان المناضلون يتلقون تكوينا سياسي بفضل الاحتكاك اليومي بالميدان، والاجتماعات، ومطالعة الصحف، ومجالسة الخصوم السياسيين، إضافة الى الدروس التي يلقونها في السجون والمعتقلات، والتعسف الإداري والقمع البوليسي، وجلسات المحاكم.

أزمة الحزب وبداية الانشقاق:

أدت حادثة اكتشاف المنظمة الخاصة مارس 1950 إلى حدوث أزمة داخل التيار الثوري الاستقلالي(حركة الانتصار)،  ووجدت الإدارة الاستعمارية ذلك مناسبة لضرب هذا التيار الذي نشأ منذ عام 1926 (نجم شمال افريقيا) وتقوى كثيرا وصولا إلى هذه المرحلة.
أثرت أزمة حركة الانتصار في المناضلين كثيرا، وقد بدأت الخلافات بين زعيم الحزب مصالي الحاج وأعضاء اللجنة المركزية بسبب إعتراضهم على منحه صلاحيات خاصة وقد وصل الخلاف ذروته في سنة 1953 وكان من بين أسباب  الإنشقاق في صفوف حركة  الانتصار هو قضية الزعامة التي كان يستفرد بها مصالي الحاج حسب معارضيه، كما وقع اشكال حول التحالف مع بقية الأحزاب الجزائرية بقصد خلق جبهة مشتركة موحدة للمشاركة في الإنتخابات التشريعية التي تجري في 17 جوان 1951 

الجبهة الجزائرية للدفاع عن الحرية واحترامها1951:

هي شكل من أشكال الوحدة في الحركة الوطنية الجزائرية، أسست بمبادرة من حركة الانتصار في 5 أوت 1951 بعد عقد جمعية تأسيسية لهذا الغرض وقد تشكلت من: حركة الانتصار-الاتحاد الديموقراطي للبيان الجزائري-جمعية العلماء المسلمين الجزائريين-الحزب الشيوعي الجزائري وقد أصدرت هذه الجبهة عدة عرائض تقضي بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، وحرية الصحافة، والتظاهر، وتندد بتزوير الانتخابات خاصة في سنة 1948....الخ.
بدأت النزاعات في حركة الانتصار بعدما  طلب مشاركون من الاتحاد الديموقراطي وجمعية العلماء بتجنب الاعمال الثورية لكي لا تتعرض الجبهة للحل، وقد لقيت هذه المقترحات قبولا حسنا لدى بعض العناصر من الحزب، لكن مصالي رفض وقال بأن ذلك لا يتوافق مع مؤتمر الحزب في فبراير 1947، ومنه بدأ النزاع باستقالة واقالة بعض الأعضاء.
- مؤتمر الحزب 4-5-6 أفريل 1953:

بعد لقاء جهوية تشاورية بمختلف العمالات تم انعقاد هذا المؤتمر، وبالرغم من الخلافات التي كانت قد بدأت تنتشر في الحزب، فقد تم التصويت في هذا المؤتمر على جملة من التوصيات  أبرزها:
نظام الحكم المزمع اقامته بعد الاستقلال: جمهوري.
مواقف الحزب على الصعيد السياسي والأيديولوجي.
سياسته على الصعيد الثقافي.
سياسته على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي.
موقفه على صعيد مجابهة النظام الاستعماري.
انشاء «البركة» وهي المنظمة الخاصة القديمة بعد تشاور بين الأطراف.
في ماي 1953 تشكلت اللجنة المركزية الجديدة من 27 عضوا وعين بن يوسف بن خدة أمينا عاما لها بمساعدة حسين لحول وسيد علي عبد الحميد وفروخي مصطفى وعبد الرحمن كيوان.
لاحظ العديد من المؤرخين غياب العناصر الثورية عن التشكيلة الجديدة للجنة المركزية، وكذا الاستغناء عن المقربين من مصالي الحاج.
بعدما أبلغ مصالي الحاج الذي كان منفيا إلى مدينة «نيورت» بفرنسا بفحوى القرارات، لم يتقبلها وقام باتخاذ قرار عزل الأمين العام، إلا أن ذلك لم يكن من صلاحياته فالرئيس يستطيع أن يعين لكن لا يحق له أن يعزل.
قامت اللجنة المركزية برفض قرار مصالي، وقد خرج الأمر من  القمة إلى القواعد النضالية وبدأت القطيعة وتأزم الوضع بين أعضاء   المركزيين و المصاليين كما سموا وقتها.
اجتمعت اللجنة المركزية بتاريخ 22 -23 ماي 1954 وقررت سحب الثقة من مصالي وفي المقابل انعقد مؤتمر للمصاليين بهورنو ببلجيكا بتاريخ 13-14-15 جويلية 1954 وقرر حل اللجنة المركزية واقصاء مسؤوليها وإعطاء الصلاحيات لرئيس الحزب.
أدت الخلافات الهامشية بين الطرفين  إلى إنشغال الحركة الوطنية عن هدفها الأساسي ضد الإستعمار الفرنسي وقد ساهمت المخابرات الفرنسية كثيرا في تأزيم الوضع بين الطرفين..ولم يقف قدامى أعضاء المنظمة الخاصة(الاتجاه الثالث) موقف المتفرج من الشقاق الذي حدث داخل الحزب على الرغم من موقف كلا الطرفين المتخالفين إزاء المنظمة الخاصة وأصحابها المنادين بتعجيل العمل الثوري.
قرر الاتجاه الثالث الرافض للصراع عدم التموقع مع أي طرف وحجب الثقة عن زعيم الحزب وعن أعضاء اللجنة المركزية جميعهم، وقرر أعضاؤه الإنتقال إلى العمل الثوري من خلال تأسيس حركة قوية تأخذ على عاتقها السعي للكفاح المسلح وأطلقوا عليها إسم اللجنة الثورية للوحدة والعمل  crua


يتبع في المحاضرة 07
على نفس المدونة
لاتنسوا الاشتراك لكي تصلكم باقي المحاضرات

محاضرات تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية : المحاضرة 05

محاضرات تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية : المحاضرة 05



المنظمة الخاصة 1947-1950

فكرة العمل المسلح في الحركة الوطنية الجزائرية:

تعود فكرة العمل المسلح في الحركة الوطنية الجزائرية إلى الحرب العالمية الثانية حيث فكر أعضاء من حزب الشعب تكوين فرق والتعاون مع الألمان لطرد فرنسا من المجازر.فقد تأسست «لجنة العمل الثوري لشمال إفريقيا » CARNA لهذا الغرض وسعت لتنسيق العمليات في كامل الشمال الافريقي بالتعاون مع ألمانيا النازية. ..لم تسنح بذلك الأمور لقوة الدعاية الفرنسية المضادة، وقد راح القائد الكشفي محمد بوراس ضحية ذلك حيث أعدم سنة 1941.
بعد المجازر الرهيبة التي راح ضحيتها آلاف الجزائريين في ماي 1945 برزت مجموعة شبانيّة في التيار الاستقلالي تؤمن بالعمل المسلح بديلا من أجل تحقيق المطالب الجزائرية المشروعة، وقد سعت من أجل ذلك.

انشاء المنظمة الخاصة:

انعقد المؤتمر الأول لحركة انتصار الحريات الديموقراطية يومي 14 و 15 فيفري 1947 بالعاصمة وتمت في المؤتمر الموافقة على إبقاء نشاط حزب الشعب الجزائري سرا والعمل تحت غطاء حركة الانتصار كما تمت الموافقة في المؤتمر على إنشاء تنظيم شبه عسكري أطلق عليه اسم المنظمة الخاصة وكانت المساعي  لعدم تكرار خطأ سنة 1945 حيث لم يكن للحزب جهاز عسكري في الوقت الذي كان يريد فيه المرور إلى العمل المسلح عبر التراب الوطني.
تم تعيين المناضل محمد بلوزداد مسؤولا عن هذا التنظيم كما تم تقسيم المناطق، وتعيين مسؤوليها، وطرق العمل، والاهداف المرجوة  من ذلك وباشر بلوزداد عمله في تأسيس المنظمة حسب مجموعة شروط:
الفصل التام بين المنظمة الخاصة و التنظيمات الأخرى التابعة للحزب.
اختيار أحسن المناضلين في الحزب لتجنيدهم في المنظمة ولا يكون ذلك إلا بعد المرور بامتحانات صعبة.
القسم على المصحف الشريف ، والتعهد على خدمة المنظمة  و القضية التي يقدم المناضل حياته من أجلها.

3- أهداف المنظمة الخاصة:

سعت المنظمة الخاصة من خلال انشائها إلى عدة أهداف منها:

الإعداد للثورة التي سيتم إعلانها من خلال التنظيم السياسي لحزب الشعب الجزائري .
جمع وتخزين وتوزيع الأسلحة على المنخرطين في المنظمة الخاصة.
التكوين العسكري والتدريب للمنخرطين على مختلف الأسلحة والمتفجرات.
الاهتمام بالاستعلامات عن العدو الفرنسي، و الاطلاع على تنظيماته و تحركات وأهم أجهزته العسكرية و البوليسية و الإدارية. 
غرس الرّوح الوطنية والجهادية بين أوساط المناضلين استعدادا ليوم الحسم.

هياكل المنظمة الخاصة:

شكلت المنظمة الخاصة من هيكل هرمي فيه يتشكل مما يلي هيئة أركان تتكون من:
رئيس المنظمة: محمد بلوزداد : كان دوره القيام بعملية التنسيق بين  مختلف الهيئات  إلى جانب ضبط  الاتصال مع المكتب السياسي لحزب الشعب الجزائري  .
رئيس هيئة الأركان (المسؤول السياسي): حسين آيت أحمد
المدرب العسكري: بلحاج الجيلالي عبد القادر
مسؤول عمالة قسنطينة: و تضم ناحيتين شمال قسنطينة   و الجنوب الشرقي أي الأوراس و بسكرة :محمد بوضياف.
مسؤول عمالة الجزائر وضواحيها ( الجزائر الأولى): جيلالي رقيمي 
مسؤول منطقة الشلف والظهرة(الجزائر الثانية): محمد مروك.
مسؤول عمالة وهران: أحمد بن بلة
مسؤول منطقة القبائل: عمار ولد حمودة.
مسؤول شبكات الاستعلامات والاتصالات: امحمد يوسفي.
كان الاتصال بين المنظمة والمكتب السياسي لحركة الانتصار يتم عن طريق وسيط يسمى المندوب الخاص وهو المناضل حسين لحول.                                                                                                                    
انضم إلى هؤلاء مجموعة من الشبان : كمصطفى بن بولعيد،  والعربي بن مهيدي، ورابح بيطاط، أحمد بوشعيب وعديد القادة والمناضلين الذين يشرفون على الخلايا عبر التراب الوطني.

شروط الانضمام الى المنظمة الخاصة:

الاقتناع التام بالكفاح المسلح والالتزام بالسرية و الشجاعة و الصبر والاستعداد لكل الطوارئ .
الفطنة و قوة الذاكرة فضلا عن القدرة الجسدية كشرط أساس لاحتمال التعب و الجوع و النوم لساعات ليلة
مراعاة الأقدمية في الحزب ، و عدم معرفة رجالها من قبل الشرطة الفرنسية .
اخضاع المجند لامتحانات صعبة من أجل قبلوه النهائي بحيث يقسم بالله و على المصحف الشريف على أن يحفظ السر و أن لا يخون النظام و على أن يواصل العمل ضمن صفوف المنظمة و لا ينسحب منها متى شاء و كيفما أراد ، أي أن مدة التجنيد لم تكن محددة .

التنظيم الهرمي للمنظمة الخاصة:

اتبعت المنظمة الخاصة الطريقة الهرمية التقليدية في تشكيل الخلايا فالقائد يعرف ثلاثة رجال وكل واحد منهم يدرب ثلاثة رجال في قسم ، و هكذا تتكون ثلاثة أقسام . 
كل قسم لا يعرف القسم الثاني و لا القسم الثالث و لا حتى القائد الأعلى و لا بقية القيادات التي تتصل به بصورة مباشرة.
المراتب التي يمر بها المنخرطون في المنظمة : متصل به - مناسب - معني به ويتلقى تكوينا خاصا - صديق- محب متصدق - محب منظم - منخرط-   مناضل
كان المناضلون العمليون أي المجندون في المنظمة الخاصة موزعين على مجموع التراب الوطني، و تركيبتهم الهيكلية تبدأ من : 
نصف الفوج : و يتكون من مناضلين (2) أو ثلاث (3) يرأسهم مسؤول .
الفوج : و يتكون من أربعة (4) مناضلين يرأسهم مسؤول أي خمسة (5) أفراد .
الفرقة : و تتكون من ثلاثة (3) أفواج و مسؤول ، و تساوي (16) فردا .
الفصيلة : و تتكون من (3) فرق و مسؤول ، و تساوي (49) فردا .
و للمنظمة مصلحة عامة و مقسمة إلى عدة شبكات مثل :
شبكة الاشتراك أو التواطؤ "complicité" .
شبكة الصناع "les artificiers«
شبكة الاتصالات "réseau de communication"  
قسم الفداء و مهمته قيام بالعمليات الفدائية .
أما الخلايا فكانت على شكل هرمي أيضا ـ سواء من حيث الدرجة أو نظام هيكلة الأعضاء:
1- خلايا اختيار المحبين : التي تضم المنظمين .

  2- خلايا الدعاية : التي تضم المنخرطين           

 3- خلايا العمل : التي تضم المناضلين .

التكوين الديني والتاريخي للمناضلين في المنظمة:

بعد مرور حوالي سنة استطاعت المنظمة الخاصة من هيكلة قواعدها النظامية عبر التراب الجزائري  و وصل عدد أفرادها إلى حوالي 1500 مجند يعملون في نظام محكم و في سرية كاملة و تدريب مستمر وتم التركيز على التكوين العقائدي (الديني) للمجندين حيث ارتكز على الإسلام و التاريخ فما كان محرما دينيا كان ممنوعا في المنظمة الخاصة. كما تم تقديم دروس و محاضرات مع تسليط الضوء على سيرة الرسول (صلى الله عليه و سلم ) و مراحل نشر الدعوى المحمدية لأخذ العبرة والتطرق للمراحل التاريخية للجزائر منذ ما قبل الاحتلال و خاصة تاريخ المقاومة الشعبية المسلحة كالأمير عبد القادر وأحمد باي والشيخ بوعمامة...الخ.

التكوين العسكري للمناضلين في المنظمة:

كان المناضلون يتلقون دروسا نظرية و تطبيقية من قبل المدربين كما نظمت هيئة الأركان دورة تدريبية أولى نهاية جانفي عام 1948 حيث  تمحورت محاضراتها حول الحركات الثورية في ايرلندا و الاتحاد السوفياتي .نظمت الدورة الثانية في شهر أوت 1948 في جبال الظهرة ، وأشرف على التدريب المجندون السابقون بالجيش الفرنسي في الحرب العالمية الثانية  أو باقي الحروب التي كان تخوضها فرنسا وقد ركزت التدريبات على  حمل السلاح من حيث تركيبه و طريقة استعماله ، و تركيب المتفجرات ، واستعمال الراديو من حيث الإرسال  و الاستقبال وكانت التدريبات تتعلق بحرب العصابات والقيام بعمليات تدريبية في  الجبال و الغابات بهدف معرفة المناطق التي ستكون ميدانا للمعارك .

تموين المنظمة الخاصة بالأموال والسلاح:

اعتبرت عملية البحث عن السلاح من أكبر المهام و أخطرها ، و قد عملت المنظمة الخاصة على جمع الأسلحة التي خلفتها الحرب العالمية الثانية خاصة منها الذخيرة الأمريكية بعد نزول قوات الحلفاء في شمال إفريقيا سنة 1942  وقام أعضاء المنظمة بعملية البحث عن الأسلحة أو شراءها سواء داخل الوطن أو خارجه عبر الحدود الليبية و التونسية  و المغربية وكانت تتم عملية تخزين الأسلحة في أماكن سرية وآمنة في شرق البلاد وغربها.

الهجوم على مركز بريد وهران أفريل 1949:

بعد تفويض من الحزب إثر اجتماع اللجنة المركزية في شهر ديسمبر 1948 ، تم مهاجمة مركز بريد وهران ليلة 05 أفريل 1949 من طرف: أحمد بن بلة، حسين آيت أحمد، وحمو بوتليليس، وبلحاج بوشعيب، والحاج بن علّة، وسويداني‮ بوجمعة، وبختي‮ نميش، وبن زرقة محمد.‬ وتم الحصول على مبلغ قدره 3070000 دج فرنك وقد تمت به عملية شراء حوالي 700 قطعة سلاح من ليبيا في تلك الفترةوقامت المنظمة الخاصة بعدة علميات أخرى مثل تحمل مسؤولية الفارين من الإدارة الاستعمارية كمقاومي القبائل الذين ظلوا في الأدغال بين 1945-1948 في ظروف مزرية بعيدا عن قراهم يتحملون قساوة العيش و قد بلغ عددهم حوالي 50 مناضلا .‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

اكتشاف المنظمة الخاصة مارس 1950:

  • الرواية الأولى: عن طريق حادثة بريد وهران ، و من هنا بدأت متابعة مخابرات الفرنسية للمنظمة حتى اكتشافها يوم 18 مارس 1950 .
  •  الرواية الثانية : مفادها أن السلطات الفرنسية علمت بوجود تنظيم مسلح عندما اعتقلت 3 طلاب من بينهم محمد يزيد الذي ضبط و هو يحمل وثائق عن الجيش السري و كان ذلك في شهر ماي 1949 .
  • الرواية الثالثة : تقم على فرضية أن الجناح السياسي لح.إ.ح.د هو الذي أوعز إلى سلطات الاحتلال بالتخلص من المنظمة ،خاصة وأن كثيرين كانوا معارضين لها و كانت القيادة آنذاك ترفض العمل المسلح فازداد خوفها بعد العمليات التي قامت بها المنظمة. 
  • الرواية الرابعة : و يطلق عليها حادثة تبسة ، يتفق حولها الكثير من المؤرخين و المناضلين  حيث أن اكتشاف لمنظمة الخاصة في مارس 1950 إثر عملية تبسة و هي عملية نفذت بأمر من قيادة المنظمة على مستوى قسنطينة و المتمثلة في الثلاثي : محمد بوضياف ، و محمد العربي بن مهيدي ، و مراد ديدوش " ، وذلك جراء عملية التأديبية قام بها مسؤولو المنظمة ضد أحد أعضائها و هو " عبد القادر خياري " المدعو «رحيم» من مدينة تبسة، وقد فرمن المجموعة وقام بتبليغ الشرطة، وبعدها  بدأت سلسلة اعتقالات واسعة من تبسة إلى سوق اهراس و عنابة وعمت كل الجزائر تقريبا إلا بعض الخلايا التي لم تستطع اختراقها المخابرات الفرنسية.

-موقف فرنسا من اكتشاف المنظمة الخاصة:

تم الإعلان عن تفكيك المنظمة من طرف فرنسا، وشرعت عملايت التعذيب والاستنطاق في حق المواطنين ،وقد تم  القبض على المئات من المناضلين أو ما يقارب (400) مناضل منهم القياديين في المنظمة و أعضاء هيئة الأركان، وألقي القبض على أحمد بن بلة قائد المنظمة في هذه الفترة،  و جيلالي رقيمي قائد تنظيم العاصمة ، و عمار ولد حمودة من منطقة القبائل ،و بلحاج جيلالي مدرب وطني ، و حمو بوتليليس قائد المنطقة الوهرانية ، و أحمد مهساس قائد سابق منطقة الجزائر الجنوبية و أعضاء من المصلحة العامة منهم محمد يوسفي مسؤول عن شبكة التواطؤ  و محمد اعراب قائد مصلحة العباقرة . 

- مصير مناضلي المنظمة الخاصة بعد تفكيكها:

صدرت في أعضاء المنظمة احكام مختلفة من أعمال شاقة و السجن المؤبد منهم أحمد بن بلة و محمد خيضر و حسين آيت احمد و بوجمعة سويداني و غيرهم ولاذ الكثير من الأعضاء  بالفرار رغم معارضة زعماءهم إلى خارج الوطن و خاصة نحو القاهرة و فرنسا مثل أحمد بن بلة و محمد خيضر و حسين آيت احمد و مصطفى بن عودة ، و محمد بوضياف و مراد ديدوش / تخفى عديد من القادة والمناضلين داخل الجزائر إلى غاية اندلاع الثورة منهم مثل بن عبد المالك رمضان ومشاطي وبن مهيدي وبوصوف عبد الحفيظ في منطقة وهران الخ ونشير إلى أنه كثرا من الخلايا في منطقة الأوراس و القبائل والعاصمة لم يتم اكتشافها تلك الفترة.

موقف الحزب(حركة الانتصار للحريات الديموقراطية) من اكتشاف المنظمة:

بعد مرور المنظمة الخاصة بهذه الظروف القاسية اتخذت قيادة ح.إ.ح.د قرارا لا يقل خطورة عن اكتشاف المنظمة الخاصة ذاتها و هو إجراء الحل للفروع التي لم تكتشفها المخابرات الفرنسية في منطقة الأوراس و القبائل و العاصمة رغم مطالبة مسؤوليها بالإبقاء على وجودها و لو كانت ذلك بشكل رمزي .
بعد هذا القرار ابتعدت القيادة الحزبية أكثر عن الأهداف الثورية التي سطرتها منذ البداية و هذا ما جعل أعضاء المنظمة الخاصة يفكرون في اتخاذ موقف مستقل نهائيا عن المنظمة السياسية ، و كانت بداية الانفصال بداية صعبة لأنهم أصبحوا يعيشون عزلة تامة عن كل الأطراف .
واصلت بعض المناطق نشاطها العسكري مثل الأوراس إذ رفض بن بولعيد قرار الحزب ، و من الأعمال التي قامت بها هذه المنطقة احتضان مجموعة من إطارات المنظمة الخاصة من بينهم : الأخضر بن طوبال ، سي المكي بن طرشة ، و رابح بيطاط ، عبد السلام حبشي فضلا عن وجود مجموعة أخرى من القبائل الكبرى ، كما التحق بها الفارون من سجن عنابة مثل مصطفى بن عودة ، و يوسف زيغود ، و سليمان بركات .


يتبع في المحاضرة 06

على نفس المدونة

لاتنسوا الاشتراك في المدونة

رابط الترشح لمسابقة الدكتوراه 2024-2025

رابط الترشح لمسابقة الدكتوراه 2024-2025  أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اليوم المنصة الخاصة بالتسجيل لمسابقات الدكتوراه للسنة الجا...